قال مسؤول عسكري أمريكي، ان السياسة العسكرية الأمريكية تجاه ميليشيا الحوثي الإيرانية باليمن، لن تتغير إلا بتغير واقع الأحداث الجارية بالمنطقة، او بتغيير الإدارة الأمريكية في البيت الابيض.
وأضاف المستشار العسكري السابق لوزارة الخارجية الأمريكية عباس داهوك، في تصريحات لقناة " العربية الحدث" مساء السبت، أن الإدارة الأمريكية الحالية، تدير المعركة ضد وكلاء ايران باليمن "الحوثيين"، بمنطق عدم توسيع المعركة في المنطقة، وليس وفقًا مبدأ العدوانية.
وأكد دهوك في تصريحاته التي رصدها "المنتصف"، بأنه في حال وقوع خسائر في صفوف الجنود الأمريكيين أو قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لحماية الملاحة بالمنطقة، سيتم تغيير السياسة الدفاعية التي تتبع حاليًا في مواجهة الحوثيين ومن خلفهم إيران.
وحول سؤال بشان موقف الجانب الأمريكي من مساعي الحوثيين للحصول على أسلحة متطورة لاستخدامها في مهاجمة الملاحة بالمنطقة، أكد المسؤول الأمريكي، أن لدى المخابرات الامريكية كافة المعلومات حول تحركات ايران والحوثيين بهذا الخصوص، فضلًا عن معرفتها بحجم القوات الايرانية المتواجدة في مناطق الحوثي باليمن، وعدد مواقعها ومناطق تمركزها، وأي تحرك او تطور لهذا الخصوص سبتم التعامل معه مسبقا.
وبشأن انتقادات عسكريين أمريكيين حول عدم استخدام "العدوانية" من قبل القوات الأمريكية بالمنطقة ضد وكلاء ايران في اليمن، ردًا على هجمات الحوثيين تجاه الملاحة الدولية، أشار داهوك، إلى أن القوات بالمنطقة تحكمها قرارات القيادة السياسية في واشنطن، وهي تقوم بعملياتها وفقًا لما تم رسمه لها من قبل مركز القرار بواشنطن وفقًا لرؤية الحزب الديمقراطي، وتوقع ان تتغير تلك السياسة في حال فاز الحزب الجمهوري بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
إجراءات أكثر صرامة ضد الحوثيين
وكانت وسائل إعلام أمريكية كشفت عن خلافات في وزارة الدفاع "البنتاغون" على إثر هجمات الحوثيين المتصاعدة في البحر الأحمر.
وقالت شبكة "فوكس نيوز" إن القادة العسكريين أعربوا علنًا عن معارضتهم للبنتاغون بشأن استجابة الجيش الأمريكي لتهديد الحوثيين في البحر الأحمر، ودعوا إلى رد أقوى.
وحذر خبراء من أن إدارة بايدن-هاريس تحتاج إلى خطة أكثر عدوانية لمواجهة الحوثيين.
ونقلت الشبكة عن المدير الأول لمركز الابتكار السيبراني والتكنولوجي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية "مارك مونتجومري" قوله: " أنه من الواضح أن الولايات المتحدة بحاجة إلى القيام بإجراءات أكثر عدوانية ضد إيران لتزويدها ودعمها للحوثيين، وإلى أن "تفرض الولايات المتحدة تكاليف على إيران، ستستمر هجمات الحوثيين".
الاكتفاء باستفزاز إيران
وقال مونتجومري: "إدارة بايدن لا تسعى إلى استراتيجية ردع فعالة ضد الإيرانيين، وبالتالي ضد الحوثيين، لأن الإدارة مهتمة بشكل مفرط باستفزاز إيران ولا تهتم بما يكفي بتشكيل السلوك الإيراني".
وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، أرسل رسالة إلى وزير الدفاع لويد أوستن ادعى فيها أن السياسات الحالية "فشلت" في إحداث التأثير المطلوب على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
ودعا كوريلا إلى اتباع نهج "حكومي كامل" في التعامل مع هذه القضية، والذي يشمل الضغط الاقتصادي والدبلوماسي بالإضافة إلى الضغط العسكري الأقوى لثني الجماعة الإرهابية عن حملتها ضد السفن التجارية في المنطقة.
صدمة للبنتاجون
وقال أحد المسؤولين لصحيفة وول ستريت جورنال، إن نبرة الرسالة صدمت بعض أعضاء وزارة الدفاع، وخاصة إصرار كوريلا على أن "أعضاء الخدمة الأمريكية سيموتون إذا استمررنا في السير على هذا النحو".
وقال البنتاغون لفوكس نيوز ديجيتال إنه ليس لديه أي شيء إضافي لتقديمه ردًا على طلب التعليق.
تحميل الحوثيين العواقب
ويقول الحوثيون أنهم يهاجمون فقط السفن التي تتعامل تجاريًا مع إسرائيل، لكن هجماتهم أصابت سفنًا من عشرات الدول، مما تسبب في اضطرابات كبيرة وعرض حياة مئات من أفراد الطاقم للخطر، وفقًا لفوكس نيوز.
ونقلت الشبكة عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت أن الولايات المتحدة "استخدمت بشكل عدواني نهجًا حكوميًا كاملاً" ردًا على الحوثيين، بما في ذلك العقوبات وإدراج المجموعة كمنظمة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص وتعطيل خطوط إمداد المجموعة.
وقال سافيت: "كما قلنا، سنواصل التوضيح للحوثيين أنهم سيتحملون العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية، التي تضر بالاقتصادات الإقليمية، وتتسبب في أضرار بيئية، وتعطل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن ودول أخرى".
اقتراح استراتيجيات جديدة
إلى ذلك، كشف الأميرال البحري مارك ميجيز من البحرية الأمريكية خلال مقابلة مع شخصية اليوتيوب والطيار البحري المتقاعد وارد كارول أنه تم اقتراح استراتيجيات أكثر عدوانية، لكن القيادة تجاهلتها خوفًا من رد فعل إيراني.