بتر «الذراع» لوقف «النزيف»

سياسي تونسي يقدم وصفة «الشفاء» من الإخوان

تقارير وحوارات
قبل 4 ساعات I الأخبار I تقارير وحوارات

خلاياهم النائمة لا تزال رابضة بتفاصيل المشهد السياسي يرابطون بالزوايا والهوامش بانتظار فرصة للقفز إلى الواجهة وإشعال فتيل الفوضى.

 

هذا ما أكده سرحان الناصري، رئيس حزب «التحالف من أجل تونس»، الذي حذر من أن عهد الإخوان، وإن انتهى سياسيا، لكنه موجود في شكل خلايا نائمة تتحرك كلما كان هناك استحقاق مصيري أو حدث هام.

 

تحرك يأتي في شكل اندساس بشكل أو بآخر، سواء في صورة دعم مرشح معين لضرب خصمهم، أو محاولة بث الفتنة والفوضى عبر خطابات الكراهية وحملات التضليل، ما يستدعي حل الذراع السياسي للتنظيم، والمتمثل في حركة «النهضة».

 

وفي مقابلة مع «العين الإخبارية»، طالب الناصري بضرورة حل الحركة الإخوانية، محذرا من تبعات تأخير خطوة مماثلة على أمن البلاد.

 

البتر ضرورة

يقول الناصري إن «الإسلام السياسي لم ينته في تونس»، مشيرا إلى أن «خلاياه النائمة لا تزال تتحرك وتقف وراء دعم مرشحين للانتخابات الرئاسية بعينهم على أمل العودة للمشهد السياسي في المرحلة القادمة».

 

ويوضح: «ننتظر مراجعة قانون الجمعيات والأحزاب»، داعيا «القضاء إلى القيام بمهامه في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد».

 

وحث القضاء على «حل حركة النهضة التي دمرت البلاد وساهمت في الخراب الذي نعيشه اليوم»، داعيا إلى ضرورة «القطع نهائيا مع هذا المكون الخبيث في المشهد السياسي».

 

 

وتواجه حركة «النهضة» ملفات خطيرة أهمها ملف تسفير مئات الشباب التونسي للقتال بصفوف التنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر منذ عام 2011.

 

كما تواجه الحركة اتهامات بتورط الجناح المسلح للتنظيم في تنفيذ عمليات الاغتيالات السياسية التي جرت في البلاد خلال السنوات الماضية، إضافة إلى شبهات تلقيها تمويلات أجنبية.

 

دعم قيس سعيد

بالمقابلة نفسها، أكد الناصري أن تونس «تعيش مرحلة مهمة جدا في تاريخها، ولذلك فإن حزبه سيشارك في الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري».

 

وأشار إلى أن حزبه سيدعم الرئيس قيس سعيد للمرور للمرحلة القادمة لمواصلة مشروعه الإصلاحي.

 

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة كل من الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد، ورئيس حركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة عازمون العياشي زمال (يقبع بالسجن).

 

ملف الهجرة

الناصري عرج أيضا على ملف الهجرة، مؤكدا أن المرحلة المقبلة تتطلب الاهتمام بملف الأمن القومي.

 

وحذر من أن «ما يشكل خطرا داهما حاليا هو وجود المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء في البلاد ومحاولتهم الاستيطان، وهو ما يهدد أمن تونس واستقرارها».

 

وعبر عن رفضه أن «تصبح تونس دولة استيطان للأفارقة من جنوب الصحراء»، مضيفا أنه يرفض أيضا أن «تصبح تونس حارسة للحدود الأوروبية لمنع الهجرة غير النظامية».

 

وطالب الناصري الرئيس قيس سعيد بضرورة إيجاد حلول لترحيل كل من يخالف القانون ومراجعة الاتفاقيات المبرمة بين بلاده والاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالهجرة غير النظامية.

 

وتابع قائلا: «نحن لسنا حارس حدود لأي دولة كانت.. نحن نحرس حدودنا فقط».

 

وأصبحت محافظة صفاقس (جنوب شرقي) نقطة رئيسية لتجمّع المهاجرين ومركزا للهجرة نحو أوروبا، وتشهد وجودا لافتا لعابري الحدود القادمين من دول الساحل والصحراء نحو القارة العجوز، وما يثير قلق السكان في المحافظة هو انتشار أعمال العنف وتزايد معدّلات الجريمة.

 

وسبق أن شدد قيس سعيد على أن تونس «لن تكون معبرا أو مستقرا للمهاجرين غير الشرعيين ولن تكون ضحية لمن دبروا لها حتى تكون مقرا لهؤلاء.. ونحن لسنا بحارس للحدود».

 

التشاركية والاختلاف

من جهة أخرى، قال الناصري إن «ما تعيشه تونس اليوم في ما يتعلق بالشأن السياسي هو نتيجة تغييب الأحزاب السياسية في العمل السياسي»، داعيا إلى «ضرورة وجود تشاركية وتعددية حزبية واختلاف بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة».

 

وأوضح: «نحترم كل الأحزاب السياسية الوطنية التي لا تقف وراءها أي جهات أجنبية وليس لها برامج رجعية مثل حركة النهضة وأحزاب الإسلام السياسي مثل ائتلاف الكرامة والأحزاب التي اعتمدت على المال السياسي الفاسد مثل حزبي تحيا تونس (مؤسسه يوسف الشاهد رئيس الحكومة السابق) وقلب تونس (مؤسسه نبيل القروي المرشح الرئاسي السابق)".

 

وأضاف: «ننتظر من الرئيس إشراك الأحزاب السياسية الوطنية التي تملك برامج واضحة من أجل النهوض بواقع البلاد».