أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية اليوم الأحد رسميا نشر بطارية دفاع جوي صاروخي عالي الارتفاع (ثاد) وطاقمها في إسرائيل.
وتعد الخطورة الأمريكية أبرز مؤشر على قرب توجيه إسرائيل ضربة لإيران ردا على استهداف الأخيرة أراضيها بنحو 180 صاروخا باليستيا مطلع الشهر الجاري.
وقال بيان للبنتاغون إنه "بتوجيه من الرئيس (جو بايدن)، أذن وزير الدفاع (لويد) أوستن بنشر بطارية دفاع جوي صاروخي عالي الارتفاع (ثاد) وطاقم من العسكريين الأمريكيين في إسرائيل للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وتعرضت إسرائيل لهجومين من إيران الأول في 13 أبريل/نيسان ردا على استهداف قنصليتها في سوريا، ومرة أخرى في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، ردا على مقتل قيادات فيما بات يعرف بـ"محور المقاومة".
وأشار البيان الأمريكي إلى أن بطارية ثاد ستعزز نظام الدفاع الجوي المتكامل في إسرائيل.
وأوضح أن الإجراء يؤكد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل، والدفاع عن الأمريكيين في إسرائيل، من أي هجمات صاروخية باليستية أخرى من جانب إيران، لافتا إلى أن الخطوة جزء من التعديلات الأوسع التي أجراها الجيش الأمريكي في الأشهر الأخيرة، لدعم الدفاع عن إسرائيل وحماية الأمريكيين من الهجمات التي تشنها إيران والمليشيات الموالية لإيران.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها الولايات المتحدة بطارية ثاد في المنطقة. فقد أصدر الرئيس توجيهات للجيش بنشر بطارية ثاد في الشرق الأوسط العام الماضي في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول للدفاع عن القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة قد نشرت بطارية نظام ثاد في إسرائيل في عام 2019 للتدريب ومناورة دفاع جوي متكاملة.
اعتراض الأهداف بفاعلية
ويحظى النظام الصاروخي عالي الارتفاع "ثاد" بنجاحات قياسية في التصدي للتهديدات الصاروخية الباليستية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، حسب موقع شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية المصنعة له.
ويتميز"ثاد" بكونه النظام الوحيد في الولايات المتحدة المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي. كما يشهد النظام، بحسب "لوكهيد مارتن" تحسينات مستمرة في قدراته بهدف تعزيز فاعليته ضد التهديدات الحالية والمستجدة.
ويتميز نظام "ثاد" الدفاعي، وفق "رويترز" بامتلاكه قدرة الاعتراض على ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومترًا، وبمدى يصل إلى 200 كيلومتر، حيث إنه مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية، سواء داخل أو خارج الغلاف الجوي، عبر "التصادم المباشر" بدلاً من الانفجارات التقليدية، حيث يُوجَّه الصاروخ الاعتراضي لضرب الرأس الحربي للصاروخ المعادي مباشرةً وتدميره من خلال الطاقة الحركية.
مكونات منظومة "ثاد"
وتتكون منظومة من مركبات مجهزة بمنصات إطلاق عمودية قادرة على إطلاق ما يصل إلى 8 صواريخ اعتراض في كل مرة، بحسب "لوكهيد مارتن"، بالإضافة إلى رادار AN/TPY-2 الذي يتميز بقدرة تتبع عالية الدقة للصواريخ الباليستية من لحظة إطلاقها وحتى لحظة اعتراضها، ويستخدم في اكتشاف وتتبع التهديدات الصاروخية، بجانب مركز إدارة المعركة المعني بالتنسيق الرادار والصواريخ الاعتراضية ويوجهها بدقة لتحقيق الاعتراض المطلوب.
أهم المميزات
وعددت شركة "لوكهيد مارتن" مميزات "ثاد" ومن أهمها إظهار قدرة فائقة على التكامل مع صواريخ PAC-3 MSE، ما عزز من مرونته وقدراته التشغيلية في ساحة المعركة.
كما حقق النظام نجاحًا كبيرًا في عمليات الاختبار، حيث أظهر سجلًا خاليا من الفشل في عمليات اعتراض الصواريخ أثناء الاختبارات.
وبحسب رويترز، تحتوي بطارية "ثاد" النموذجية على 9 قاذفات، حيث يمكنها تحميل ما مجموعه 72 صاروخا اعتراضيا.