بعد أن كشف موقع "سايبرنيوز" عن واحدة من أكبر عمليات اختراق البيانات في التاريخ، كما وصفها، يحث الخبراء كافة المستخدمين حول العالم على تغيير كلمات المرور الخاصة بهم بأقصى سرعة ممكنة، وجعلها أكثر تعقيدا، حسب صحيفة "الغارديان".
وتحدث الموقع السيبراني عن اختراق قياسي لبيانات تسجيل الدخول لدى المستخدمين أدت لكشف حوالي 16 مليار كلمة مرور، ما يتيح الوصول إلى حسابات فيسبوك وغوغل وأبل وغيرها من المواقع والتطبيقات.
اكتشف فريق الباحثين في "سايبرنيوز"، والذي يراقب الويب عن كثب منذ بداية العام، وجود 30 مجموعة بيانات مكشوفة مليئة ببيانات اعتماد جُمعت من برمجيات خبيثة تُعرف باسم "سارقي المعلومات" وتسريباته، وبالمجمل، كشف الباحثون عن عدد هائل لا يُصدق من السجلات يبلغ 16 مليار سجل.
"كلمات أكثر تعقيدا"
ويذكر اكتشاف الباحثين بالتوصيات التي دوماً ما يكررها خبراء الأمن الرقمي للمستخدمين، حيث يوصي هؤلاء بتغيير كلمات المرور باستمرار، واعتماد كلمات أكثر تعقيداً كما واعتماد ميزة التحقق بخطوتين لضمان عدم دخول شخص إلى حساب المستخدم بمجرد الحصول على كلمة السر، وإبلاغ المستخدم بمحاولة الدخول.
وصرح بوب دياتشينكو، الخبير الأوكراني في الأمن السيبراني الذي أجرى البحث، بأن مجموعات البيانات أصبحت متاحة مؤقتًا بعد تخزينها بشكل سيئ على خوادم بعيدة، قبل أن تُحذف مجددًا. وأضاف دياتشينكو أنه تمكن من تنزيل الملفات، وسيسعى للتواصل مع الأفراد والشركات التي تعرضت للاختراق.
وقال: "سيستغرق الأمر بعض الوقت بالطبع، نظرًا لكمية البيانات الهائلة"، مشدداً على أن حماية كلمات المرور أمر بالغ الأهمية، ويجب تغييرها إذا كنت قد تعاملت مع شركة مُخترقة.
"مخطط للاستغلال الشامل"
ويرى الباحثون في تسريب البيانات "مخطط للاستغلال الجماعي". ويحذرون من أنه "أصبح لدى المجرمين الإلكترونيين وصول غير مسبوق إلى بيانات شخصية يمكن استخدامها للاستيلاء على الحسابات، وسرقة الهوية، والهجمات الاحتيالية الموجهة بدقة عالية". وما يثير القلق بشكل خاص هو هيكلة وحداثة هذه المجموعات من البيانات، " فهي ليست اختراقات قديمة معاد تدويرها، بل معلومات استخباراتية جديدة وقابلة للاستخدام كسلاح على نطاق واسع".
ويلفت الباحثون إلى أن الجانب الإيجابي الوحيد هو أن جميع مجموعات البيانات كانت مكشوفة لفترة وجيزة فقط. فترة سمحت للباحثين باكتشافها، لكنها لم تكن طويلة بما يكفي لمعرفة من كان يسيطر على كميات هائلة من البيانات.