نظمت وزارة المياه والبيئة، بالتنسيق مع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن، لقاء تعريفي حول إطار العمل الخاص بإعداد خطة تطوير قطاع المياه في المدينة، تحت شعار "عدن والماء.. قصة صمود"، بحضور ممثلين من جهات حكومية واقتصادية و منظمات دولية ومحلية، وعدد من الإعلاميين.
وفي كلمة الافتتاح، أكد نائب وزير المياه والبيئة مجاهد بن عفرار، أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة الجهود المتكاملة التي بدأت بخطوات منهجية لتشخيص واقع قطاع المياه في عدن، وتهدف إلى بلورة خطة استراتيجية مبنية على أسس علمية ورؤية مستقبلية واضحة، تراعي الاحتياجات الحالية والتحديات المتوقعة، بما في ذلك تداعيات التغير المناخي وتراجع مصادر المياه التقليدية.
وأوضح أن منذ عام 2022، ومع بدء التحول من مرحلة الاستجابة الإنسانية إلى مرحلة التنمية، لعبت الوزارة دورًا محوريًا في دفع هذا التوجه، من خلال تنظيم لقاءات تنسيقية مع الشركاء والجهات المانحة، وإعداد خارطة طريق لتقييم مصادر المياه في عدن، إلى جانب دراسة البدائل غير التقليدية مثل تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه المعالجة، وإجراء دراسات متقدمة حول تأثيرات التغيرات المناخية على المياه الجوفية.
من جانبه، أشار وكيل محافظة عدن، المهندس غسان الزامكي، أن عدن لا تزال تواجه تحديات جسيمة في قطاع المياه منذ اندلاع الحرب في العام 2015، ما انعكس سلبًا على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وزاد من معاناة السكان في مختلف المديريات، مؤكداً إلى أن المعالجة الجزئية لم تعد مجدية، وأن المطلوب اليوم هو التوجه نحو حلول جذرية مستدامة تواكب احتياجات السكان وتراعي النمو الحضري المستمر.
بدوره، أوضح مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن، المهندس محمد باخبيرة، أن استدامة قطاع المياه في المدينة لن تتحقق إلا من خلال وضع وتنفيذ خطط استراتيجية شاملة ومتكاملة، تستند إلى بيانات دقيقة وتشخيص واقعي للتحديات القائمة و المتوقعة، مؤكداً إلى أن خارطة الطريق تهدف إلى تحسين كفاءة الأداء، وضمان وصول المياه إلى جميع الأحياء والمناطق، لا سيما تلك التي تعاني من ضعف التغطية، و أهمية الشراكة مع مختلف الجهات المعنية، لتعزيز التمويل وتبادل الخبرات الفنية.
وأشارت ديانا كوستا، مديرة مشروع مياه عدن في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أن المدينة لا تزال تواجه صعوبات كبيرة في البنية التحتية، وخاصة في قطاع المياه وشبكات الصرف الصحي، ولفتت إلى أن الخطة تهدف إلى الانتقال من التدخلات الطارئة إلى الحلول التنموية المستدامة، مؤكدة دعم الصليب الأحمر للوزارة في تنفيذ هذه الخطة وبناء قدرات الكوادر المحلية.
وتضمن اللقاء عرضًا موجزًا لخطة تطوير قطاع المياه في عدن، واستعراض خارطة الطريق والنتائج التشخيصية، إلى جانب مناقشة منهجية العمل المقترحة المكونة من 12 مرحلة، والتأكيد على أهمية التنسيق بين أصحاب المصلحة لضمان نجاح تنفيذ الخطة، كما شهد اللقاء نقاشات مفتوحة بين الحضور لتبادل الآراء وبلورة الرؤى المشتركة.