عمر الحار
عمر الحار

بوابة هزيمتها

الاخبار الواردة من الرياض محرقة للآمال كشمسها المحرقة للوجوه، وكأنما حرمة علينا الايام الفرحة حتى مع الاحلام. وبهذا القراءة الاولية و السوداء ان جاز التعبير، والغارقة في اليأس يمكن قرأة مشهد الاحداث العاصفة بلقاء كبار قيادات الدولة المرتقب في الرياض على شحة وقلة المعلومات عنها الا انه و بالامكان ان نستشف بواطنها ووضع الاصبع على جرحها العميق المنقسم على معسكر الرياض ومعسكر ابوظبي  والتي يمكن اعتبارها بوابة الهزيمة الكبرى للشرعية في اكبر منعطف يواجهها في هذه المرحلة الحرجة، بحسب مؤشر اخر التسميات والتصنيف للازمات.  وهذا سيظهر عجز الشرعية الواضح والمتآصل عن مواجهات للملفات الصعبة التي يجب بعثرت اورقها الخفية في اللقاء والذي سيكتب في حينها بالتاريخي او العقيم.  واصيبت الشرعية في عقر دارها القيادي بالانقسام على المعسكرين، ولاجدال ولا غبار في ذلك مما يجعل بيتها وقرارها اهون من خيوط العنكبوت.، وطبعا لن يصلح العطار اليوم ما احدثه التحالف باليمن وشرعيتها وهي تقف على مفترق رهيب لطريق الصراع فيها،وسيظل تخلفها واضح واعاقتها مستدامة عن مواجهة الا حداث او مواكبتها ناهيك عن الوقوف في وجهها.  ومثلما اسلفت فان القراءة مبنية على جوهر ولب الحديث المخيف والصادم لرئيس مجلس النواب الشيخ المناضل سلطان البركاني لشرق الاوسط اليوم  والمثير للقلق في نفوس كل الغيورين على وطنهم من الضياع الجاري في طوفانه الدموي لقرابة ستة اعوام. وحقيقة كلام الشيخ سلطان عن القمة المرتقبة للشرعية بالرياض مخيب للامال التي امتلأت بها نفوسنا وعقولنا معا وطموحاتنا في وضع حد وطنيا ونهائيا  للاستهتار السياسي الحاصل في لعبة الحرب والسلام في اليمن وطمعنا في الوصول الى حقائق كاشفة لماهية خلط الاوراق وانحراف بوصلة الحرب والتحالف فيها الى الاتجاه الخطأ.، ودخول اطرافها الرئيسة على خط الانقلابات على الشرعية وتوالي شن الحروب عليها، في ظل وصول اليمن والتحالف الى مفترق طرق واضح ولا غبار عليه الا في عيون كل خائن لوطنه بكشفه عن عمق الخلافات العاصفة بالشرعية، وكأنما تجهل حزمة وعقبة التحديات التي تواجهها و موقفها الموجه على ضعفه من معسكري الانقسام، مما يجعلها اسيرة لخلافاتها المصطنعة المستفيد منها الانقلابيين وداعميهم في ايران وابوظبي في الاول والاخير وان كان وجهان لعملة واحدة. وكلام المناضل البركاني والمطالب بالمصالحة الوطنية بين قيادات الشرعية مدعاة للندم والحزن على الوطن القتيل الذي اصبح ورقة في مهب الريح ووجبة دسمة على طاولات الائام  ،  عقب اصطيادهم في المياه العكرة والمعكرة بمصالحهم الذاتية والسلطوية ورميهم بقضايا الوطن المصيرية خلف ظهورهم، ومن المخجل والمعيب ان نقول اليوم بان الشرعية المنقسمة على نفسها غير قادرة على التصدي للتحديات الوطنية التي تواجهها وهي رهينة المحبسين في ابوظبي والرياض.، وماكان لها الانتصار لامتها المذبوحة بالحروب والجوع والاوبئة وهي فاقدة لارادتها الوطنية الحرة السلوبة منها في لحظة ضعف وخوار وافتقادها لبصيرة الحكمة وتبادل الادوار.، ومرة اخرى والف ماكان للشرعية ان تضيع لو ان ارادتها الوطنية الجامعة  غير قابلة للانقسام في اي ظرف او تحت ضربات السيوف .  وعتبي لا حدود له على الشيخ سلطان الذي اعتبره من القيادات النوعية العليا للوطن.، آمن المنطق ان تحدوثنا اليوم عن خلافاتكم في هذه اللحظة الفارقة من تاريخكم وتاريخ الوطن.، الا تعلمون بان الخلافات العاصفة بكم تظهر هشاشة مواقفكم بصورة جلية للاعيان وتجعلكم لقمة صائغة سهل التهامها قبل الوطن الذي من المستحيل ضياعه ،  ومن سخرية الاقدار ان ننظر منكم الموقف الوطني الاخير والمرتقب لوضع حدا نهائيا ومطلوبا لتصحيح الاختلالات الجوهرية في العلاقة مع  التحالف وبعض اطرافه التي عملت على الاضرار بحاضر اليمن ومستقبل تسويات صرعاته السياسية والعسكرية، و بصورة اخطر واعمق من انقلاب مليشيات الحوثي عليها.  وعميق تحياتي للشيخ سلطان الذي مارس جلد الذات في اكثر من فقرة ،  و طالب في فقرات اخرى الصفح والغفران من الشعب في حالة نجاح مشروع صفقة القرن وتمزيق اليمن في غفلة من الزمن ومن قياداته ومن شعبه  وقبولهم ببيعه بلا ثمن. وبالتأكيد بان الشعب اليمني يعمل في حياته بمبدأ وفلسفة ما اضيق العيش لولا فسحة الامل وسيبقى عيونا وقلوبا معلقة  باخبار اجتماعكم المرتقب بالرياض علها تنبثق بما يشفي غليله ويداوي جرحاته المثخنة بالحروب .  وعلى الشرعية ان تضع في حسبانها وحساباتها بان خلافاتها حالما استمرت فانها البوابة الكبرى لهزيمتها التي لا مفر منها.