عمر الحار
عمر الحار

كبرت اللوحة،وضاع الحدث

كبرت اللوحة وضاع الحدث في شبوة،اللوحة التي نصبت على الشارع العام من مدينة عتق كانت بكبر الحدث الذي يراد له بان يكون بكبر اقليم حضرموت الكبير بارضه وتاريخه ورجاله، ولكن قاعة الحدث على كبرها ضاقت بما رحبت من الحضور الذي لا يشبه شبوة مواقفا ورجالا. 

لفضتني القاعة من بين جنباتها وبقوة بل وبكل قسوة، وكأنها تقول، ان مشاركتي في هذه المهزلة خيانة لشبوة ولصدق مواقفها الوطنية غير القابلة للتنازل لاي احد مهما يكون. وفهمت قساواة تعاملها معي على الفور وادركت حجم الغضب المعتمل في صدرها على كل الجاثمين من الحضور الفقير عليه.

وهي شبوة كعادتها لايمكن ان تقبل بكل من يحاول الانتقاص من مقامها الوطني الرفيع، وماكان لها تمنح العهد الا لكل صادق من ابنائها، شانها شان الامهات العظيمات في التاريخ. 

وحقيقة اسرتني لوحة الاعلان عن اشهار تيار نهضة اليمن في اقليم حضرموت اليوم ومن شبوة على وجه التحديد ،وتوقفت للحظات اقلب نظري في جماليتها واختيار موقعها، وتكريم شبوة باحتضان الحدث التاريخي، والسياسي الاول ، والاكبر في تاريخ الاقليم الغائب في رحم اقدار اليمن التي لا يعلمها الا الله، وان كانت ارادة الرجال المخلصين وصدقهم تصنع المعجزات. 

ووقعت فريسة لهواجس الخوف التي تراودني واسلمتني بلا رحمة لثورة نارية من الشكوك منذ اول خطوة خطوتها نحو قاعة الاحتفال في ظل جهلي المطبق بهذا المكون السياسي الجديد وعدم امتلاكي لخلفية معرفية عن  حدث بهذا الحجم وعلى مستوى الاقليم المنتظر ، ولم تسعفني الذاكرة باي قراءات او افادة عنه،وكأنها جدباء لاضرع ولا زرع فيها.

مما ضاعف من حدة التناقضات العاصفة بكياني الفكري والمهني،على ضخامة مخزونه المعرفي بحقائق وخفايا كل المكونات السياسية الكبيرة والصغيرة في اليمن،لكن غياب هذا المكون الوليد عن خارطة المسح كان مقلقا ومثيرا للتساؤلات على علاتها المباغتة مع اقترب موعد الاحتفال باشهار المكون السياسي الجديد للاقليم الذي يمثل ثلث اليمن او يزيد من الجغرافيا والعمق والثروات والتاريخ.

قاعة احتضان الحدث هي القاعة الكبرى بمركز الشاعر الغنائي الكبير يسلم بن علي الثقافي في مدينة عتق،كانت مهيأة وبكل معاني الكلمة لاستقبال الحدث،عقب استكمال عملية اعادة تأهيلها وتأثيثها من جديد مع لمسات جمالية آسرة لبوابة التراث الشبواني الاصيل التي رسمتها انامل مبدعة على جانبي مسرح العرض في القاعة،التي صعقني ضآلة مشاركة الحضور  فيها ونوعيتها، وان شاهدت حضور يتيم لقيادات الدولة بالمحافظة، وغياب كلي لكافة قواها الوطنية والسياسية والحزبية والقبلية ورموزها العلمية والدينية، ولم احتمل البقاء في هذه المهزلة المسيئة لشبوة في الاول والاخير،من ثقتي المطلقة في شبوة التي ماكان لها ان تتخلف عن شرف الاحتفاء بهذا الحدث التاريخي والسياسي الاول في حياة الاقليم واقاليم الدولة المنتظرة ولادتها في اليمن،الممزق بمشاريع الموت والحروب.،

ولديها القدرة على اظهاره بالمظهر الذي يستحق. حجم المشاركة الضئيل بالمناسبة اظهر في غالب الظن غياب الوعي والضمير الوطني للقائمين عليها، و المتجاهلين عن عمد اهمية دلالاتها السياسية والمستقبلية، ونهيت النفس عن التمادي في الظنون والاعتقاد بوجود اناس يحرصون على استغلال مثل هذه المناسبات الوطنية الكبيرة للكسب الحرام فقط، وان على حساب التضحية بمكونهم الوليد،او على حساب شبوة وتاريخها التليد.واستحالة تفسير ماحدث واخراجه عن هذا الاطار من الفهم و التقدير في كل حالة من الاحوال.

غادرت القاعة في اتون حرائق الحسرات المشتعلة في داخلي على ضياع الحدث،وعلى الاسأة لشبوة. وعلى  مشاركة الاعلام فيها وهو مايمثل خيانة عظمى لشرف المهنة وقدسيتها.

و حسبك انها شبوة، وكفى بربك حسيبا.  فلا  تساوم،ولا ترضى بالاجحاف في حق شبوة  وتاريخها من اليوم وصاعد.