محمد علي محسن
محمد علي محسن

الشرعية وورقة التوت ..

لا أرى جديدا في رئاسة وزير المالية للحكومة ، لستُ هنا من يدعو مضطرا للتفاؤل ، فالأزمة عموما أكبر وأعمق من أن تعالج بتغيير رئيس الحكومة  ..  قلت مرارا أن اليمن يعاني من جائحة الغايات والشعارات الضيقة المسنودة بالقوة والمال الآتيان من دول التحالف أو إيران وحلفائها .

وإزاء كل هذا الشتات في السلطات والقوات والمكونات الداخلية المسنودة عسكريا ولوجيستيا من الخارج ، وعلى وجه الدقة من السعودية والإمارات ؛ افضل رئيسًا للحكومة من وزراء أو قادة الإنتقالي ..

لماذا من هذا الفصيل تحديدًا ؟! أثبتت الأعوام الماضية أن الإنتقالي اضحى وجوده في الحكومة يماثل وجود حزب الله في حكومة لبنان ، بل أسوأ بالنظر إلى ممارسات الإنتقالي في عدن وسواها من المحافظات المحررة الواقعة تحت سيطرته .

الذاهب الى عدن سيجد ذاته إزاء مزيج غريب ، حالة أقرب لعزل جنوب لبنان عن بيروت العاصمة والحكومة .

الفارق ربما أن الدولة اللبنانية بقت مظلة جامعة لكل الفرقاء اللبنانيين ، رغم عبث الشعارات والغايات والقادة . والفارق ، أيضًا ، أن الدولة اليمنية في الرياض ، وجبهة الإنتقالي معاشيق حيثما لا توجد إسرائيل أو جنود الإنفيل .. 

وبسبب هذه الوضعية لا يمكن لأي حكومة كفاءات ، أو إنقاذ ، او تكنوقراط معالجة أزمات اقتصادية وخدمية وبنيوية ضخمة ، في ظل وضعية تستحكم بها سلطة مسعاها غاية سياسية تتقاطع كليا مع وجودها ضمن إطار سياسي نقيض .

فهذه السلطة مكرسة جل فعلها وخطابها وقدراتها لإفشال وإحباط السلطة الشرعية في عدن ، رغم أنها جزءا من هذه الرئاسة والحكومة  . 

وعليه فحكومة يرأسها الإنتقالي ستجبره وتجبرنا على مغادرة مساحة من المزايدات والشعارات والمغالطات التي يحسب لها استنفاد الجهد والوقت في معارك ثانوية دنكوشوتية أودت بنا جميعًا إلى هذه الحالة الشاذة غير معهودة في تاريخ اليمن .

نعم ، حكومة من هذا القبيل ستكشف القناع للنَّاس ، وستزيل ورقة التوت عن الجهة المعرقلة لعمل الحكومات السابقة ، وسيتم إجبارها لسلوك طريقين لا ثالث لهما .

فأما حكومة مسؤولة أمام المواطنين ، ومجبرة على تلبية احتياجاتهم وبمعالجة المشكلات الحياتية .  وإمَّا أن هذه الحكومة ستجد ذاتها عاجزة عن مزاولة مهامها ونشاطها في عدن ، نتيجة لممانعة الفصيل المحسوبة عليه ، بسبب ما كرسه من أدوات ونهج اخر عمل عليه منذ إعلان تشكيله مطلع مايو ٢٠١٨م ..