كانت مدينة الصعيد حاضرة بلاد العوالق العامرة برجالها وامجادها وتاريخها ، اليوم على موعد له اتصالا قويا بدورها في تربية الاجيال، وهي من تجيد دون غيرها من حواضر شبوة صناعة الرجال وكيفية اعدادهم لمضمار الحياة، وبما يناسبها. وللمدينة سحرها من الحاضر ومن التاريخ والمنبثق من عنقايد منازلها المعلقة على قمم جبالها الشوامخ التي طالت وعانقت ذرى المجد العلمي اليوم بتكريم مائة وواحد وخمسين خريجا جامعيا لعامي ثمانية عشر وعشرين بعد الالفين، اللذين اهدوها حصاد تكوينهم العلمي طوال سنوات تعليمهم العام والجامعي. المدينة ضمتهم اليوم بحنانها الابوي المعهود وطبعت على جبين كل خريجا منهم قبلة للوفاء، وسط اجواء مفعمة بفرح القلوب الظاهرة على محياها وعلى محيا الحاضرين من رجالها ومراجعها القبلية والادارية والعلمية وشخصياتها الاجتماعية. قراءة معالم الفرح على وجوهم النيرة كقرأتي لكتاب يبوح بمخزونه المعرفي في بياض وجوه صفحاته،تفاعلت من اعماقي مع افراحهم المستحقة وصفقت من صميم الفؤاد لفرسانهم الجدد و في شتى ميادين العلوم والمعرفة، ليرتفع منسوبها من رجال العلم الى مستويات يصعب الاحاطة بها،وهم ثروتها الحقيقة وبهم ستكسب الرهان على حضورها القوي في الحاضر والمضئ لافاق المستقبل. الاحتفاء برجال العلم وحملة مشاعله سنة حسنة وبادرة ايجابية تدعوا غيرها من المدن والمديريات الى اقامة مثلها وتكريم كواكبها الشابة والمتسلحة بالعلم،عملا وامتثالا بموجبات وتعاليم كتاب الله العظيم الذي ميز مكانة اهل العلم ورفع قدرهم عن اقرانهم من عباده،وخصهم باجمل تعبيرات قرانية لها سحرها الدلالي والخطابي في اكثر من اية وبيان. تحية للصعيد بعمقها التاريخي ولرجالها الافذاذ ولمديرها العام معالي الشيخ ابوبكر فريد.