" كان وسيظل موقف الناس من الانظمة التي تحكمهم مرتبط بالمقام الأول بدرجة معيشتهم وليس بدرجة دينهم. من يوفر للناس معيشة عادلة وكريمة سيكونون معه كافر أو مسلم "
عبارات صادمة من أكاديمي له تقديره عن فترة الاحتلال البريطاني ومقارنته بالحكم الزيدي والعثماني تبين إلى أي مدى وصل تخبط الوعي في الجنوب بعد إدخال قضية الجنوب في صراع المحاور واستخدامها بكل انتهازية من بعض أجهزة الاستخبارات واستدراج القوم بالعصبيات المناطقية والاستئثار القروي الذي لايقيم وزن لفكر أو لقيم ..
في كل أمم الدنيا على مر العصور وحتى يومنا هذا لم تكن الخدمات أو رفاه المعيشة أو حتى تحقيق المساواة هي الأساس الذي تقوم عليه الدول بل هناك مقومات جامعة للأمم كالعرقية الواحدة أو الدين أو الجغرافيا أو غيرها من الروابط القوية ..
هل توجد دولة ناجحة في عالمنا اليوم تقول لايهمنا دين الدولة ولا لغة من يحكم ولا عرقية من يسوسنا الأهم أن يوفر لنا الأكل والشرب والأمن والرفاه؟!! هناك حروب طاحنة ابيد فيها الملايين لأجل رفض التسلط الخارجي الدخيل ولايزال العالم ينظر لهؤلاء المضحين بإكبار ولايزال مجمع أن هذا هو الصواب ويرى أن تصديه لتوسع النازية وتغول الشيوعية كان ضرورة وواجب وان ارتفعت الكلفة ..
هذا كله في العالم أما في كوكب الجنوب وتحديداً في عقول مناطقية محدودة فلاتوجد الا ثوابت أجهزة الاستخبارات الخارجية.. الكافر حبيبنا وأخونا لكن الإخواني عدونا، والأجنبي المستعمر مرحب بعودته واليمني محتل غاشم !!
ستستمر المحاولات لزعزعة ثقة الجنوبيين بثوابتهم كي يغدون شعباً بلاهوية ولا انتماء ولامبادئ ولاتاريخ ليسهل استخدامهم في تنفيذ خطط القوى الدولية .. ولكن هذا من تزيين الشياطين لهم وسينهض جيل جنوبي مفتخر بنضالات أسلافه ضد غزو المستعمرين وسيمضي على طريقهم معتزاً بثوابته وانتمائه لدينه الإسلام ولأرومته العربية .. . . علي سعيد الأحمدي 13 أغسطس 2020م