تعد مديرية سيحوت أحدى مديريات محافظة المهرة الساحلية التي تعاني منذ فترة طويلة من أزمة انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة بين الحين والآخر، وأصبحت معاناة المواطنين حالياً من الكهرباء أشد وطأة، وهاجس المعاناة لدى كافة المواطنين.
مشكلة الكهرباء في سيحوت ليست بجديدة ولا وليدة عهدها الحالي ولا مجرد مرحلة طارئة ، مشكلة الكهرباء وانقطاعه واضراره وخسائره للمواطن تصل الى سنوات ماضية ، صحيح ان هذه المرحلة هي اصعبها واكثرها شدة واطولها انقطاعاً ومعاناة ولكنها تبقى جزء من معاناة اكبر ، فالكهرباء في مديرية سيحوت لم يصل الى حالة النجاح والامتياز في أي مرحلة من المراحل ورغم ما نعيشه اليوم من معاناة في الانقطاعات المتواصلة بسبب ما يسمى زيادة الاحمال نتيجة نقص القدرة التوليدية في الطاقة الكهربائية.
فقد أصبح الحديث عن الانقطاع المتكرر للكهرباء في مدن وأحياء مديرية سيحوت بمحافظة المهرة يبعث مزيد من التذمر من الحال الذي وصلت إليه خدمة الكهرباء ويجعل المواطنين في هذه المحافظة يقنطون من رحمة السلطة المحلية والحكومة الشرعية التي لم تعمل حلول جذرية للتغلب على مشاكل الكهرباء السنوية والأتجاه نحو المعالجات الأسعافية من أجل اسكات المواطن بدون خطط مستقبلية ، لتعود نفس المشكلة بمجرد أن تنتهي إصلاحية الحلول الترقيعية.
معاناة الكهرباء الخانقة لا تزال تراوح مكانها رغم تناقض التصريحات بخصوصها والوعود المتكررة من الجهات المسؤولة بإيجاد بحلول ، أصبح المواطن لا يعير لها بالاً فهو في قمة المعاناة بسبب الأنطفاءات المتكرره ناهيك عن أضرار المواطنين المادية التي تسببها هذه الظاهرة في الأجهزة المنزلية وخسائر شراء الوقود التي شهد هو كذلك أرتفاعاً باهضاً في الأيام الأخيرة يتبعة نتائج سلبية على المواطن.
فأكبر وأضخم المعضلات التي تواجه المواطن البسيط في سيحوت هذه الأيام هي مشكلة الكهرباء، تلك المشكلة التي تزيده إحباطاً فوق إحباطه بسبب الفشل الذريع للسلطة المحلية في توفير الخدمات الأساسية للمواطن، ورغم ما يتداوله الإعلام عن الجهود السلطة للنهوض بقطاع الكهرباء، إلا أن المواطن البسيط لم يلمس أي تغييراً جذرياً على أرض الواقع، باستثناء وجود بعض التحسن الذي يعود بدرجة رئيسية للدعم المقدم من دول التحالف العربي وتحديداً المملكة العربية السعودية.
والذي يثير الأستغراب أكثر أن نرى السلطة بعيدة كل البعد عن معاناة الناس حول مشكلة الكهرباء المتفاقمة، ومتاعب المواطنين من انقطاعات التيار الكهربائي، متجاهلة مناشدات المواطنين والوعود التي أطلقتها بتعزير محطة سيحوت بمولدات كهربائية للحد من نسبة الأنقطاعات والتخفيف من معاناة السكان ، الأ أنها لم تلبي وعودها ويبقى ملف الكهرباء شائك دون أي تحسن على أرض الواقع رغم التوسع العمراني الذي تشهده المديرية سنوياً.
مأساة لم تستطع السلطة المحلية بالمحافظة أن تنجز أي وعد قطعته بتاتاً حول إيجاد حلول جذرية لإيقاف الانقطاعات المتكررة، ويظل المواطن بين مطرقة الأوضاع السياسية والمماحكات الحزبية وسندان الفقر وتردي الخدمات والأوضاع الإنسانية، فمن يغيث سيحوت والمهرة عامة وساكنيها من معاناتهم، ومن يعد المواطن عليه أن يكون وافياً وقد وعوده ولا عليه الرحيل ويترك المجال لغيره كي يعمل بصدق وأخلاص لأجل المحافظة وأهلها.