نعم قالت حضرموت كلمتها وأعلنتها صريحة أمام العالم أنها مع ثقافة السلام وثقافة التسامح وسمو الأخلاق التي بها عُرف الأجداد الأوائل وبها غزو قلوب من عرفوهم ومن تعاملوا معهم، كلمة حضرموت التي قالتها حية من خلال الجموع الغفيرة التي شاركت في فعالية الائتلاف الوطني يوم الاثنين الماضي أن حضرموت مع الدولة ومؤسساتها ومع شرعية رئيسها وترفض الرأي الواحد والصوت الواحد وأن حضرموت تسير في النهج الديمقراطي والتعددية السياسية لما فيه خيرها وتقدمها لأنها قد اكتوت سابقاً بتلك النيران الحارقة التي اشعلها رفاق (لا صوت يعلو فوق صوت الحزب) وكانت النتيجة ازهاق للأرواح وضياع للأنفس والثمرات واستسلام لثقافة القطيع ونصف السكان أو يزيد مهجّرين او مهاجرين يبحثون عن لقمة العيش والحياة الكريمة والنصف الآخر في معظمه منتظر ما سيجود عليه به من هاجر من اقربائه والنتيجة أجيال ضاعت في مهاجرها وأخرى لم تأخذ حقها بأبسط مقومات الحياة الكريمة ونتيجة أخرى أكبر هو التخلف بكل ما تعنيه الكلمة عن ركب الحضارة والتطور، فعالية يوم الأثنين الماضي أصابت أدعياء الوصاية والتفويض في مقتل فحاولوا بكل ما أوتوا من قوة لإرهاب أبناء مدينة السلام مدينة سيئون بهدف افشال الفعالية فكان الارجاف الإعلامي بكل وسائله وحتى ذبابهم انتشر في وسائل التواصل بشكل لم يسبق له مثيل وتم تسليط الغوغاء المأجورين لافتعال الشغب في الشوارع من قطع للطرقات وإشعال النيران بإحراق الإطارات وقذف الحجارة على المارة وارغام أصحاب المتاجر على اغلاق محلاتهم التجارية ورغم كل ذلك قال الأحرار كلمتهم ووصلت حشودهم من كل المديريات وأقيمت الفعالية بنجاح كبير وأكبر نجاحاتها اسقاط ادعاء الوصاية واكذوبة التفويض الحصري الذي لو كان يحمل شيئا من الصحة لما اعترضوا على أي صوت يخالفهم ولما سلطوا الغوغاء والسفهاء بقطع الطرقات واشعال الإطارات وقذف الناس بالحجارة وباعترافهم الرسمي من خلال بيان رسمي يحيّون فيه اعمال الشغب والمشاغبون تنم في نهاية المطاف عن سلوك صبياني وعقلية اقصائية ترفض أدنى درجات العملية الديمقراطية والتنوع السياسي والفكري وحرية الرأي وتُجسِّد في أرض الواقع بما لا يدع مجالا للشك عبارة مجرم الحرب جورج دبليو بوش (من لم يكن معي فهو ضدي) على كل حال قالت حضرموت كلمتها كما قالتها شبوه وأبين وسقطرى وستقولها المهرة ولحج وقالها شباب عدن مبكراً وسيكررونها مرارا أن لا وصي على رأينا وليس هناك من سيحدد وسيفرض علينا توجهنا نحن مع السلام مع الحرية مع التعددية السياسية مع الرأي والرأي الآخر من أجل التنمية من أجل المستقبل من أجل يمن اتحادي بأقاليمه الستة ليعيش الناس سواسية شركاء في الحكم والثروة وتوزيعها التوزيع العادل لتصل لكل افراد المجتمع دون وصاية او استئثار، تلك كانت رسالة حضرموت في فعالية الخميس وتلك هي رسالتها منذ قديم الأزمان وبها ارتقى أبنائها أعلى مكانة بين الشعوب وأما الصورة الأخرى فلا تمثل حضرموت وأخلاقها وثقافتها بحال من الأحوال، وعليهم أن يدركوا ما قاله استاذ رخية أبو مروان محمد بالطيف في تغريدته يوم أمس وهو بها يمثل المدرسة الحضرمية بأخلاقها الرفيعة وبها أختم. (لم يخلقنا الله متفقين في كل وجهات النظر، فمن الغباء أن يصر أحدنا إلا أن يوحد وجهات نظرنا وفق ما يراه صوابا، ليس عيباً أن تخسر معركة سياسية مادام أنك لم تخسر اخلاقك وتوازنك النفسي، وليس شرفاً أن تنتصر فيها على حساب اخلاقك ومبادئك)