هذه هي العبارة السمجة التي تختتم بها مضيفة الخطوط الجوية اليمنية كلامها في كُلِ مرّةٍ بعد أن تهبطَ الطائرةُ في محطةِ الوصولِ سواء في المطارِ الداخلي او الخارجي لدرجة أنها تصبح ثقيلة على أُذن المستمع وهو المسافر اليمني المغلوب على أمره والذي لم يجد وسيلة أخرى لسفره غير طيران "اليمنية"، وهو يدرك أنّ عبارة شكره على الاختيار مكانها ووقتها الصحيح لو أنّ أمامه خيارات متعددة لمجموعة أخرى من شركات الطيران وحينها لو أختار اليمنية بمحض إرادته وسيلةً لسفره فسيكون من دافعٍ وطني وحبٍ يسكن أعماق قلبه على اعتبار المصلحة لهم لا لغيرهم وبالتالي مردودها خيراً على الاقتصاد الوطني في نهاية المطاف ويتمثل أمامه المثل الشعبي (سمننا في دقيقنا) لكن هذا الدقيق تطاير في وجه المواطن الغلبان فقط ولم يستطع السمن المسكوب عليه أن يصنع منه حبات كعك يتذوق حلاوتها هذا المواطن الذي ضحّى بالغالي والنفيس من أجل وطن لا ينتفع بخيراته إلاّ اللصوص والبلاطجة وأدعياء الوطنية الفارغة،
اعتذر لك أيها القارئ الكريم على هذه المقدمة الطويلة لكن واقع الحال يفرض عليّ ذلك لعلّنا نجد آذانا صاغية من مسؤول يغيّر شيئاً مما المّ بنا جميعا،
خط الطيران الأكثر حركة "لليمنية" هو "عدن القاهرة عدن" و"سيئون القاهرة سيئون" بمعدل رحلتين يومياً تتقلص في بعض الأيام الى رحلة واحدة وتزيد أحيانا الى ثلاث رحلات ومعظم الذاهبون الى مصر إن لم يكن كلهم عبارة عن مرضى داهمتهم أمراض متنوعة تتراوح درجة خطورتها، ويسافر المريض ومعه مرافق واحد على الأقل فيدفع الواحد قيمة تذكرة لا تقل عن 500 دولار ولا يقبلوا منك الريال اليمني الفاقد لأهلية التداول بحال من الأحوال، الدولار ولا غيره،
وإن حصل وغيّرت الحجز لسبب من الأسباب فأيضاً عليك أن تدفع مبلغاً آخر، حتى وإن وُجِدَت مقاعد قد تبقى شاغرة وتذهب الرحلة دون الاستفادة منها،
فلماذا التعامل بالدولار على وجه التحديد؟
هل يظن القائمون على إدارة اليمنية أنّ مواطنيهم كحالهم وحال منسوبي الحكومة المغتربة يستلمون مرتباتهم بالدولار؟!
هل يدرك القائمون على "اليمنية" وادارتها المستثمرة في المواطن الغلبان أن حالته قد بلغت مداها من سوء الضائقة المالية وأنه لو وجد في بلده دواء ناجعاً وأطباء متخصصون مهرة لما تحمّل عناء السفر وتبعاته الأخرى فلماذا يتم رفع الأسعار بهذه الطريقة المبالغ فيها؟
أما الوزن المسموح لك فلا يزيد عن 30 كيلوغرام وما زاد فقد يكلفك قيمة تذكرة أخرى، بينما الكثير من شركات الطيران تعطي الراكب 60كيلوغرام وبعضها 50 كيلوغرام فما الذي يمنع اليمنية ان تعامل مواطنيها كتعامل شركات الطيران الأخرى التي تعطي هذه الميزة لكل ركابها سواء مواطن او غير مواطن، وأمّا طاقم تقديم الخدمات على متن الطائرة فحدث ولا حرج وهذه حكاية أخرى.
ثمّ أمرٌ آخر نجده في مكاتب اليمنية وفي الخارج تحديداً معظم الموظفين إن لم يكن كلهم غير يمنيين وتعاملهم مع المواطن اليمني بتعالي وغرور وشخط ونخط رغم أن بعضهم قد بلغ من العمر عتيّاً ويفترض أنه محال للتقاعد، وتعاملهم معك كأنهم متفضلين عليك وليس عميلاً يدفع لهم ويفترض أن يكسبوا ثقته ليكون عميلاً دائماً لديهم ليُفضّلهم على سواهم الغير موجود أصلاً،
عموماً نحن نكتب بما نحس به ونلامسه وهو نبض المواطن المغلوب على أمره ونعلم أنّ كتاباتنا لن يقرأها أحد ممن تولوا أمرنا وإن قرأوها فلن يُلقوا لها بالاً، لكن لنُعذر أمام الله سبحانه وتعالى وثمّ أمام الغالبية العظمى ونحن منهم ممن يكتوون بهذا الغلاء الفاحش وسوء المعاملة، وفي الأخير لا يخلو أي مكتب من وجود أشخاص مميزين ومحترمين ولديهم رُقي في تعاملهم.