مبادرة رائعة تلك التي نظمتها "مؤسسة الصحافة الإنسانية HJF" بالشراكة مع "يو لتقنية المعلومات YOU IT" بالعاصمة عدن قبل يومين والموسومة بعنوان: (التحقق من المحتوى الرقمي -الأخبار والصور والفيديوهات) بمشاركة عدد من الصحفيين والصحفيات في عدن.
أهمية وروعة هذه الفعالية أنها تناقش وتعالج ظاهرة غاية بالخطورة، لم يلتف لها كثير منا، تطال حياتنا المعاصرة بكل مجالات الحياة، ولطالما أرّقت وكدرت حياة الناس نُـخبا وعامة وتنال منهم بالصميم. ونقصد هنا ظاهرة التضليل والتزييف الإعلامي الخطير الذي يجتاح كل وسائل الإعلام ويعبث بالمحتوى الرقمي الإعلامي الإلكتروني، بما فيها وسائل التواصل الإجتماعي ويستهدف ليس فقط الحقيقة ويعصف بمصداقية الإعلام ويشوهها أمام عامة الناس بل يستهدف بكثير من الحالات ومن المواقف حياة الناس وأعراضهم وأموالهم ويشجع على إشاعة الفوضى والانحراف.
ولذا فأن مثل هذه المبادرات التي اطلقتها مؤسسة الصحافة الإنسانية تشكل في غاية الأهمية للتعريف بخطورة هذه الظاهرة والتصدي لها وكبح ضررها. نأمل أن تحذو المنظمات والمؤسسات والهيئات والشخصيات ذات العلاقة حذو هذه المؤسسة ، وحذو مبادرتها، فقد بلغت ظاهرة التزييف الإعلامي مبلغا خطيراً تعصف بالرسالة الإعلامية السامية وتحط من قدرها ومن قيمتها ,وتؤسس لثقافة الزيف والتضليل واشاعة الأكاذيب والتحريض وتقوض من مصداقية الإعلام أمام عوام الناس لمصلحة قوى الفساد والتدمير الذي سيطاول كل مجالات حياتنا بكل الصُــعد.
ففي الوقت الذي نشيد بمثل هكذا مبادرات ونشدُّ على القائمين عليها فأننا بالوقت عينه نأمل أن تكون انطلاقة شاملة لمبادرات مشابهة من قبل الآخرين، ولإنشاء منصات إعلامية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تجتاح عموم وسائل الإعلام وبالذات وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولتْ إلى فضاء مسموم لبث الأكاذيب وساحة لإطلاق التهم والتحريض وبث روح الأفكار الظلامية الهدامة في المجتمع ، هذا فوق أنها صارت تهين عقول الناس وتسخف به أيما استخفاف من خلال التلاعب بالمحتويات الرقمية بكل تفرعاتها: مِن أخبار ومواد صحفية متعددة وصور وفيديوهات وكل ما يتعلق بــ مواد " السوشيال ميديا"، واضحت عبارة عن وسائل وصفحات للكراهية والتحريض والفرقة بدلاً من الغاية الراقية التي وجدت من أجلها، وسائل للتواصل المجتمعي ونوافذ إطلالة على الفوائد والحقائق والعلوم.
نحييّ مثل هذه المبادرات التي أطلقتها " مؤسسة الصحافة الإنسانية"HJF" والقائمين عليها، ونطلق صرختنا لكل المعنيين أفرادا وهيئات ومنظمات بإطلاق جهودهم بهذا الشأن. فترك حبل العبث للعابثين على غاربه يؤسس لثقافة ممسوخة تهدد المجتمع وتنال من شبابه ومستقبله.