كم كنت مصدوما عندما عرفت أن ناطق جبهة الضالع، الإعلامي فؤاد جباري، يعمل بدون مرتب شهري (الف سعودي) يحصل عليه البعض وهم في بيوتهم لأنهم "أبناء" أو "إخوة" قائد اللواء الفلاني أو لأنهم مطبلون للقائد فلان. بينما شخص بحجم جباري لا تخفى جهوده على أحد ويقاتل بعدسة كاميرته لا يتلقى غير 30 ألف ريال، وحتى هذا "البقشيش" المخزي ليس له، بل هو كل ما رصدته قيادة الضالع العسكرية للمركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي الذي تعتمد عليه وتنقل منه كثير من وسائل الإعلام المحلية والعربية أخبار وتغطيات جبهة الضالع، والذي يعمل فيه إعلاميون متطوعون إلى جانب فؤاد.
هذا هو المركز بالصورة، دراجة نارية يتنقل بها فؤاد جباري بين الجبهات، لا ميزانية للمركز ولا مرتب شخصي له وهو يستحق أكثر من مرتب، لا معدات عمل ولا وسائل حماية له بين أزيز الرصاص في جبهات شمال الضالع التي لم تتوقف يوما منذ فبراير/شباط العام الفائت.
فيما هناك متحدثين ومراكز إعلامية في جبهات أخرى يحصلون على كافة الدعم وترصد لهم ميزانيات ضخمة، ويزودون باحدث المعدات والإمكانيات، نجد الزميل والصديق فؤاد جباري والمركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي بدون أي تمويل. وعندما نأتي للمقارنة سنجد أن عمل المركز يفوق باضعاف كل ما عداه في هذه الجبهات، وقام بتغطية كاملة وشاملة واحترافية ومهنية لحرب هي الاعنف في الضالع منذ تحرير الجنوب 2015، لم تكن حربا عادية بل غزو كامل مخطط له للجنوب من بوابة الضالع وهو ما اوقفه الأبطال بالدماء الطاهرة، ونقل لنا المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي كل الأحداث لحظة بلحظة، محاربين آلة الحوثي وترسانته الإعلامية الكبيرة بإمكانات ضعيفة وشحيحة للغاية.
صديقي جباري كان قد أخبرني عزمه على إيجاد عمل يدر عليه بمرتب له ولأطفاله الستة، الصمت والتجاهل والخذلان من قيادة الضالع العسكرية وانتقالي الضالع لم يعد بالإمكان غض النظر عنهما، ومن هنا أوجه ندائي إلى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، واللواء أحمد سعيد بن بريك، والشيخ هاني بن بريك، وإلى محافظ الضالع اللواء علي مقبل، ورئيس انتقالي الضالع العميد عبد الله مهدي ، انصفوا جباري فتنصفوا الضالع وجبهتها وتضحيات شهدائها، جباري خير من غطى جبهات الضالع وبشجاعة وإقدام وحماس ووطنية عالية.
يعقوب السفياني 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020م.