بقلم / سعدان اليافعي :
ينتظر الجيش الطبي الكبير الذي يعج به البلد ، تنتظره مهام جسيمة ، استعداد وتأهب للنزال الكبير لمواجهة الجائحة الفيروسية القادمة من كل بقاع الارض، والتي سجلت اول حالة في وطننا المنكوب، نأمل من المولى ان يجنبنا العواقب الوخيمة المتوقعة سلبا بحياتنا ...
وأمام هذا الوباء العدائي الخطير والاستعداد لمواجهته منذ اشهر بحالة الطوارئ في البلد، دخلنا الآن معركة التحدي الصحية، معركة نكون أو نكون ، مع الجنود المجهولة التي سيدفع بها إلى الواجهة الأمامية جبهات النزال في المحاجر والمشافي على مستوى الوطن ، للوقوف أمام العدو للمواجهة، فهنا في البلد جيش أبيض ملائكي من أطباء وطبيبات وكل من ينتمي إلى حقل "الصحة والعافية" خاصة في الجنوب أرثي لحالهم، ولمهامهم الكبيرة التي عجز الجميع عن تفاديها، وهم أكثر منا علم وتأهيل، وإمكانية على المستويات الصحية والبنية التحتية ، جيشنا الطبي في موقف صعب نظر للتأهيل ، وتحدي أصعب امام إمكانيات التسليح العلاجي والصحي الضعيف وشبه معدوم لمواجهة هذا الوباء القاتل ، ومحاولة وقف زحفه، أن تفشى وانتشر، وتفادي اي أضرار يحدثها بنا ...
ومع الجيش الملائكي الأبيض، في جنوبنا الحبيب نوقف ، وندفع بهم ونشحذ من هممهم ، كي يبادروا لإنقاذ ارواحنا، حتى لايفتك بنا المرض ويتمكن منا، فهم أول من يكونوا في المترس الصحي، وجهة لوجه بانتظار النزال المحتوم ولابد من طرف ينتصر، بأولئك الرجال الاشاوس، أصحاب القلوب الرحيمة نكسب التحدي والإرادة والمناعة الوقائية ، برؤيتهم في ميدان المعركة يزداد المواطن فخرا وتماسك أمام المرض وعدم السقوط ، ومن خضم المواجهة المرتقبة نأمل لجيشنا الابيض أن يكون عند مستوى التحدي فهم من يعرضوا أنفسهم للمخاطرة كي ينقذوا أرواحنا لنعيش وتفادي الخطر ..
اليكم ايها الجيش الملائكي :
حدثت بعض الاخطاء حسب دعاوي وقضايا رفعت، عن تراجع للبعض منكم في حالات خطيرة بأمراض اخرى، اسفعت لبعض المستشفيات، ومن الهول والرعب الذي أصاب البعض، فكيف بجيشنا الحامي لعريننا الطبي ولصحتنا المأمولة، أن يتقهقر ، وينهزم مسبقاً، فهذا ابدٱ لايسمح به قانون شرعي ووضعي، كي يخل بشرف مهنتكم الطبية التي منها وسمتم بملائكة الرحمة ، ولا ترضوه انتم بروح انهزامية محبطة تتقهقر فراراً، من أرض المعركة ، فهذا جبن ومحرم ومن حق قائدكم أن يواجهه بتحدي الجريمة ، حتى لاتكون عدو آخر وشريك للوباء القاتل المتفشي...
نوقف أن تستمر تلك المهازل لو حن الحنين كما حدث، وتخوفا أن يحدث ، بتسيب وإهمال في أكثر من مشفى ولأكثر من حاله ، فقدت روحها بسبب الرعب ونتيجة الخوف وعدم تقبل مثل تلك الحالات المتزامنة مع المرض الفتاك ، والعمل على تقديم العلاج اللازم وتسخير الجهود الانقاذية لهم ، كان الاضطراب النفسي والتخوف المسبق هو السائد، ووصل وسيطر على ذاك الجيش الطبي الذي نخاف أن يتقهقر أمام التحدي الحقيقي الذي حان وقته الفعلي للنزال ..
فيا جيشنا الملائكي الابيض ، انتم ملائكة الرحمة تحيطوا بالجميع الامان والامل ورفع المعنوية نفسيا، وتهدأت من هول الناس ورعبهم إن حدث فيهم الوباء ، لتطمينه وتطبيبه واهدائهم العافية والصحة والسعادة بإذن الله ..
جيشنا الملائكي الباسل .. بهدؤكم وتقبلكم لأي حالة قادمة إلى مشافيكم ، كونوا قد التحدي والمسؤولية وشرف مهنتكم السامية والعظيمة ، بهمة عالية ونفس مرحة واثقين من قدراتكم بأنكم قادرين على المواجهة وإحداث التغيير ...
الهمة الهمة ، النزال النزال ،، بكم ننتصر ولكم التحية ولخدمتكم للوطن والمواطن، تستحقون الاسم الملائكي، وبارتدائكم لون الطهر والنقاء ، لون الامل والصفاء، الابيض بلون قلوبكم البيضاء الرحيمة ، التي جعلت من المواطن العليل أكثر قربا منكم، يتعشم فيكم بكل حب الإهتمام والمساعدة، ويتوسلوا اليكم لإنقاذهم من تلك الأوبئة والأخطار ...
أخيراً نعلم انكم أكثر من يتعرض للخطر، والموت بحكم قربكم لخطوط التماس النارية في المشافي وجه لوجه مع العدو الذي نسال الله يحفظكم ، ويحفظنا ، ويحفظ وطنا من كل مكروه ...