من الأمور التي تلفتُ انتباهي عند مطالعتها في مصادر التاريخ اليمنية منها والعامة وتشدني إلى تقييدها في أوراقي أحداث الأوبئة التي عصفت بالناس في الماضي وعاشوا معها ظروفًا عصيبة مهلكة، ورجوت أن تتجه أنظار الباحثين إلى الكتابة في هذا الموضوع المهم الذي يلامس واقعنا هذه الأيام.
وقبل ليلتين من الآن بشرني أستاذي الفاضل البروفيسور طه حسين عوض هديل (أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بجامعة عدن، والباحث الدؤوب وصاحب القلم السيّال بالمؤلفات الغزيرة النافعة) بطبع كتابه: (الأمراض والأوبئة في اليمن في العصر الإسلامي بين القرنين الخامس والعاشر الهجريين وأثرها في الحياة العامة)، وتكرّم مشكورًا بإهدائي نسخة منه، فسارعتُ إلى زيارته، وصافحتُ أوراق هذا الكتاب الرائع منذ اللحظة الأولى التي قلدني فيها شرف إهدائه.
والكتاب صادر هذا العام عن دار إبصار بالأردن، ويقع في 270 صفحة من القطع المتوسط، ويتألف من خمسة فصول، حوت في طياتها أهم ما ينشده القارئ والباحث عن موضوع الأمراض والأوبئة (انظر فهرس المحتويات في الصور المرفقة)، جمع فيه بين التأصيل للموضوع، والتفصيل الموضوعي المتسلسل، وأورد في أثنائه عشرات الشواهد التاريخية المستقاة من المصادر التاريخية اليمنية الأصيلة، فجمع بين الفائدة التاريخية لا سيما في التاريخ الاجتماعي لليمن الذي برع فيه المؤلف حفظه الله، وبين متعة الأخبار المستطرفة، وعبرة الماضي التي ينبغي استلهامها في الحاضر عند التعامل مع الأوبئة والأمراض.
هنيئًا وشكرًا لأستاذنا د. طه على هذا الإصدار القيّم وغيره من الإصدارات الرائعة، وللقارئ العربي هذا الكتاب الذي هو إضافة نوعية في المعرفة التاريخية والطبية، وللمكتبة اليمنية في هذا العنوان الذي يزيدها ثراء.
9 رمضان 1442هـ 21 أبريل 2021م