لو نزلت صحف من السماء في عصرنا الحالي مكتوب فيها أن اليمنيين كانوا أفضل الأمم وحضاراتهم أبدع الحضارات وأنهم أصل عرب الجزيرة كلهم والاشوريين والكلدانيين والفراعنة والبربر والامازيغ والسودان وتشاد! ، وأن كل من نافسهم في التاريخ الماضي هو أقل شأناً منهم ولايداينهم ..
مالذي سيتغير من واقع الجمهورية اليمنية اليوم؟ علم التاريخ وعلم الأنساب مجالان علميان يستفاد منهما في سبر أغوار الماضي لاستكشاف ماينفع الحاضر ولأخذ الفوائد والعبر، ولايمكن بحال أن تؤسس حضارة ونهوض بناءً على فكرة الاعتداد بالتاريخ والنسب اليماني مجرداً من مقومات وأسباب النهوض الفكرية والعملية ..
إن خير مايمكن أن يعتز به اليمانيون ليس القصور الحجرية الرائعة ولا السدود العظيمة ولا الفنون الزراعية بل كون اليمن بلد التوحيد وعبادة الله وإقامة شريعته العادلة منذ قوم هود الذين انجاهم الله إلى قوم سبأ الذين أسلموا لله مروراً بدولة حمير إلى أن أكرمها الله باتباع خير الرسل واعتناق خاتمة الأديان طواعية واستجابة لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم ..
فكرة استنهاض التاريخ الحضاري لليمن لكي يكون عامل محفز لليمانيين لاستعادة حضورهم في جانب التنظيم الإداري والنهوض الحضاري المادي أمر جميل، بل ويفترض أن تعاد صياغة مناهج التاريخ بشكل أبسط وأكثر جاذبية ويتكامل مع هوية بلدنا العربية الإسلامية، في عملية بناء لا هدم وتعزيز للهوية لا بحث عن بديل في التاريخ كما يحاول البعض في ردة فعل على تعرض بعض مناطق اليمن لظلم ملوك من أسر أو قبائل بعينها ! . .
علي سعيد الأحمدي 28 أبريل2021م