مرت سنتان على أحداث أغسطس التي توجت بانفراد المجلس الانتقالي بإدارة عدن والمحافظات المجاورة وخروج الحكومة منها ثم عودتها المذلة، وطوال تلك الفترة الطويلة كان هناك جمود قاتل وعدم فعالية سياسية أو حتى إدارية وأمنية في مناطق سيطرة الطرفين حتى مع اندلاع معارك الشيخ سالم التي لم يصل ضررها المباشر لأحد من تلك القيادات السياسية ..
كان لدى الحكومة بوزراءها وكوادرها مساحة كبيرة داخل الوطن وفي المناطق المحررة لتعمل من خلالها على تخفيف معاناة المواطن أو إدارة الوضع سياسياً وأمنياً ولكنها لم تفعل ! بل إنها منذ خروجها الأخير ربما لم تعقد حتى في الخارج أي جلسة مهمة تناقش فيها أهم القضايا والتحديات التي تواجه الوطن وتخرج بقرارات !!
المجلس الانتقالي كذلك طوال هذه الفترة لم يحدث أي تغيير ذو جدوى في مناطق سيطرته فتعدد التشكيلات المسلحة وعدم وجود قيادة موحدة عملية لها لايزال سيد الموقف، كما أن نتائج ذلك من تسيب وفلتان أدى لتزايد مظاهر الفوضى في الأراضي والتعدي على المواطنين وتعثر تحصيل الحكومة لمواردها ..
ستطول معاناة المواطن طالما لايوجد لأي من الفاعلين هدف واضح يمكن تنزيله في برنامج عمل واقعي يمكن من خلاله تحقيق شيء ملموس بما لديهم من مساحة وموارد وقوات عسكرية ، أما سياسة المماطلة والمراوغة و البحث عن مشاجب لتعليق الفشل عليها فهي سياسة ضعيفة فاشلة لم تصل على الأقل لسياسة وللبيت رب يحميه حتى يريحونا!! أو السياسة الواجبة في مثل هكذا ظروف (مكانك تحمدي أو تستريحي) ..!