كتب : د/ عبدالعليم محمد باعباد
المقاومة ضد الاحتلال - أي احتلال - حق وواجب طبيعي وديني ووطني وقومي ووجودي لكل شعب يقع تحت الاحتلال. و هو حق قانوني وفق قواعد القانون الدولي الذي تحتكم إليه الدول، إذ ينص ميثاق الأمم المتحدة على حق الدول والشعوب في الحرية والاستقلال.
ومعلوم أنه لم يبق شعب يرزح تحت الاحتلال سوى الشعب الفلسطيني منذ 1948م، وهو - أي الشعب الفلسطيني - صاحب الحق الطبيعي والشرعي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ويوجب على كل الدول مساندته لتجسيد حق تحقيق مصيره السياسي، وهذا الشعب يناضل ويقاوم هذا الاحتلال بطرق شتى منذ أكثر من 75 سنة، أي قبل ظهور النظام الإيراني بثلاثة عقود.
وعليه فإن النيل من المقاومة الفلسطينية بدعوى إدعاء و زيف النظام الإيراني في دعمه للمقاومة فيه خلط كبير للمفاهيم، ينال من حق المقاومة ذاته، ويشرِّع للاستسلام لأي احتلال يقع على أي بلد، وهذا ما لا يجوز مبدأيا وقانونيا وأخلاقيا.
لا يمكن أن يكون تكذيب النظام الإيراني - رغم الاتفاق على كذبه - سبيلا لتسفيه المقاومة الفلسطينية وضربها إعلاميا، لإن ذلك يمثل دعوة للاستسلام و الاصطفاف وراء الرؤية الصهيونية، والترويج لأهدافها الاستراتيجية.
لم يكن للمطبعين قبولٌ عند دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولا لدى الدول الداعمة له، سواء في منع الإبادة الجماعية بحق الفلسطينين أو في وقف الحرب، و كذا في منع الحرب على الضفة، حتى يكون لموقفهم فيما إذا حقق تلك النتيجة قبولا معتبرا لدى الفلسطينيين والشعوب العربية..
كما لم يلتزم المسفهون والمعارضون لخيار المقاومة بأي طريقة أخرى في المقاومة المؤدية لانتصار القضية الفلسطينية بعيدا عن المقاومة المسلحة، رغم أن وجود أي حتلال، وتحرر البلدان منه كان مقترنا بالمقاومة المسلحة وتاريخ التحرر مليئ بهذه الشواهد.
وبالتالي فإن اصطفاف بعض قنوات الإعلام الناطقة بالعربية في النيل من المقاومة ينال من حق المقاومة كحق شرعي وقانوني، وهو ما يعني أن الدول السائرة في هذا الطريق، تفتح الأبواب مشرعة والترويج لاستسلام الشعوب بما فيها شعوبها تجاه أي غزو أو اعتداء من قبل أي دولة على سيادتها وأراضيها، وهذا ما يضع علامات استفهام كثيرة عن شرعية هذه الأنظمة وهي تدعو لمثل هذه الدعوات الغريبة.