شبكات التهريب الإيرانية تنشط في شرق آسيا

اختيار المحرر
قبل 3 سنوات I الأخبار I اختيار المحرر

هربًا من العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، وتحايلًا عليها، تواصل شبكات التهريب الإيرانية السرية، عملها بمنتهى النشاط، في إطار المساعي الحثيثة لتخطي العقوبات، واستطاعت شبكات التهريب هذه، نقل كميات ضخمة من البترول إلى الصين في الأشهر الأخيرة، وعادة ما تغلق ناقلات التهريب التي تحمل النفط الإيراني أجهزة تحديد مواقعها عند التحميل، لتجنب رصدها، ثم يصبح من الممكن متابعتها مرة أخرى عن طريق الأقمار الصناعية قرب موانئ في سلطنة عمان والإمارات والعراق.

التواصل مع العملاء

أيضًا هناك بعض الناقلات تنقل جانبًا من شحناتها إلى سفن أخرى قرب سنغافورة وماليزيا قبل أن تبحر إلى الصين، وعلاوة على ذلك بدأت شركة النفط الوطنية الإيرانية التواصل مع العملاء في جميع أنحاء آسيا منذ تولي بايدن منصبه لتقييم الطلب المحتمل على النفط في حال رفعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن العقوبات.

ويسعى «بايدن» إلى إحياء المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي الذي تخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترمب في 5 نوفمبر 2018، رغم استمرار العقوبات القاسية التي تصر طهران على رفعها قبل استئناف المفاوضات، وقد أدت تلك العقوبات إلى هبوط سريع في الصادرات الإيرانية إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية منذ أواخر 2018، رغم أن هذه الدول مُنحت آنذاك إعفاءات لمدة ستة أشهر انتهت في مايو 2019.

مستويات قياسية

وأفادت خدمة أويل ريسيرش من ريفينيتيف أن إيران شحنت نحو 17.8 مليون طن تعادل نحو 306 ألف برميل يوميًّا من الخام إلى الصين خلال الأربعة عشر شهرًا الماضية، وأن الشحنات بلغت مستويات قياسية في يناير، وفبراير الماضيين، ومن هذه الكميات كان نحو 75% من الواردات «غير مباشرة» توصف بأنها نفط من سلطنة عمان أو الإمارات العربية المتحدة أو ماليزيا دخلت الصين في الأساس من موانئ في إقليم شاندونغ الشرقي الذي يوجد فيه أغلب شركات التكرير المستقلة في الصين أو من ميناء إينجكو في إقليم لياونينغ في الشمال الشرقي، فيما أوضحت ريفينيتيف أن نسبة الـ 25% الباقية، وُصفت بأنها مشتريات رسمية للاحتياطي البترولي الإستراتيجي في الصين.

وقالت إيما لي، محللة تدفقات النفط الخام، في ريفينيتيف: «إن الكميات بدأت ترتفع من الربع الأخير في 2020، إذ كان إقليم شاندونغ على رأس المناطق التي استقبلت الخام، وهو ما يشير إلى أن المستهلك الأساسي له معامل تكرير مستقلة».

العقوبات بعد ترامب

من جانبها قالت شركة بترولوجيستكس لتتبع الناقلات في جنيف إن حجم شحنات النفط الإيراني في يناير تجاوزت 600 ألف برميل في اليوم للمرة الأولى منذ مايو 2019، وذلك في مؤشر على أن نهاية ولاية دونالد ترمب ربما غيرت سلوك المشترين، فيما أظهرت بيانات من ريفينيتيف ومن الجمارك الصينية أن الشحنات غير المباشرة التي وصلت في فبراير، بما فيها الشحنات التي تنتظر تفريغها في موانئ صينية، بلغت قرابة 850 ألف برميل في اليوم، متجاوزة المستوى القياسي اليومي المسجل في أبريل 2019 والبالغ 790 ألف برميل يوميًّا.