نقطة التقاء..

واحة الرياض ملاذ أثرياء السعودية لكسر قيود السفر

اختيار المحرر
قبل 3 سنوات I الأخبار I اختيار المحرر

 تتمتع عائلات سعودية ثرية بأنواع مختلفة من الترفيه في واحة اصطناعية مبنية على الكثبان الرملية، وتنفق مبالغ ضخمة في مرحلة صعبة من انتشار وباء كورونا تحول دون السفر إلى الخارج، ما يمكن أن يساهم في إنعاش السياحة الداخلية.

وأصبح بإمكان السعوديين في العاصمة الرياض قضاء ساعات من وقت الفراغ في الصحراء المفتوحة وتجربة تناول العشاء في بيئة آمنة بأحدث نقطة للجذب السياحي أطلق عليها اسم “واحة الرياض”، مع الحفاظ على إرشادات التباعد الاجتماعي والالتزام بارتداء الكمامات.

وفي ظل عدم قدرة السعوديين على زيارة المدن والمنتجعات المفضلة لديهم في بلدان عدة بسبب القيود المفروضة لاحتواء الجائحة تسعى واحة الرياض، الملاذ الصحراوي الراقي بمطاعمه الفخمة وخيمه الفاخرة، إلى جذب شخصيات سعودية وعائلات ميسورة لتمضية عطلة فيها.

وافتُتحت الواحة في منتصف يناير الماضي لتحويل مساحة شاسعة تنتشر فيها الكثبان الرملية وأشجار النخيل إلى نقطة التقاء للأسر السعودية الراغبة في الاستمتاع بتجربة حياة صحراوية كاملة.

ويقول مرشد سياحي سعودي بينما يرحب بالضيوف الآتين بسياراتهم الفارهة “ماء، نخيل، رمال. الواحة فيها كل شيء”.

ويسترخي الزوار داخل قاعة تحت أشجار النخيل في “واحة الرياض” أو يتمشون بجوار قناة مائية وسط الكثبان الرملية أو يتنقلون في عربة غولف، ويجلسون ليلا في الخيام المنتشرة في المكان تحت أضواء ساحرة تنعكس بشكل جميل على رمال الصحراء.

ويضم المكان الذي وُصف بأنه “ملاذ شتوي من فئة خمس نجوم” مطاعم من اليونان واليابان وإسبانيا والإمارات، بالإضافة إلى مساحات للتمشية وأماكن للتسوق؛ فالموقع يمثّل أحدث محاولة حكومية لجذب السعوديين المعتادين على إنفاق مليارات الدولارات في الخارج.

ويقرّ الرئيس التنفيذي لشركة “سيفن اكسبيرينس” التي تقف خلف مشروع الواحة عادل الرجاب بأنها “لا تستهدف الجميع”، مضيفا “لا يمكن توقع أن يقصد كل الناس فنادق خمس أو ست نجوم”.

وتستهدف الواحة الزوار المحليين والأجانب على حد السواء أملًا في تعريف الأجانب تحديدا على حياة الصحراء عندما يتم رفع حظر السفر المفروض بسبب كورونا.

ويوضح مصرفي مقيم في الرياض أن “الواحة تقدم خدماتها للسعوديين من أصحاب الثروات وتستهدف أولئك الذين لم يتمكنوا من زيارة الولايات المتحدة أو أوروبا في رحلاتهم السنوية”.

وكان يُنظر إلى مواطني السعودية ودول الخليج الأخرى طيلة عقود على أنهم من السياح الأكثر إنفاقا في أوروبا، ويعود ذلك أساسا إلى ندرة خيارات الترفيه في بلادهم.

وأعاق فايروس كورونا الخطط السعودية لتعزيز السياحة والترفيه، وهما قطاعان جديدان يشكلان حجر الأساس في خطة تنويع الاقتصاد المعتمد على النفط، لكن السياحة الداخلية أصبحت تشكل عاملا مهما لبث الروح في هذين القطاعين.

وأعلنت السعودية مؤخّرا تمديد حظر السفر إلى الخارج لمواطنيها من 31 مارس الحالي إلى 17 مايو المقبل.

وأظهرت البيانات الرسمية في الأشهر الأخيرة ارتفاعا كبيرا في السياحة الداخلية وحجوزات الفنادق، لكن هذا الأمر قد لا يطول.

فقد أظهر استطلاع رأي أجرته شركة “المسافر” للسياحة هذا الشهر أنّ أكثر من 80 في المئة من السعوديين يخطّطون للسفر إلى الخارج في غضون ستة أشهر من رفع قيود السفر.

ورغم ذلك تتمسك السعودية باستراتيجية طويلة الأمد لتنشيط السياحة الداخلية، فإلى جانب المهرجانات الموسيقية والأحداث الرياضية التي بدأت تنظم في أماكن عدة في المملكة خلال السنوات الأخيرة يجري التخطيط لافتتاح المئات من دور السينما بعد رفع حظر على السينما دام عقودا في 2018.

وتقوم المملكة أيضا ببناء مدينة ترفيهية على طراز “وولت ديزني” تسمى القدية، ومنتجع فاخر على طراز جزر المالديف على طول البحر الأحمر.