يترقب اللبنانيون، الاثنين المقبل، لمعرفة ما سيجري في اللقاء المنتظر بين رئيس الجمهورية، ميشال عون، والمكلف بتشكيل الحكومة، سعد الحريري، في قصر بعبدا، بينما تجتاز البلاد أزمة تتفاقم يوما بعد الآخر.
ويرى متابعون أن هذا اللقاء الذي يجري على مضض، قد يزف "بشرى خير"، في حال عبد الطريق أمام تشكيل الحكومة، لكن نجاح تأليف سلطة تنفيذية في البلاد المتداعية لن يكون بمثابة حل سحري.
ويستبعد خبراء أن يؤدي تشكيل حكومة لبنانية في المستقبل القريب إلى انخفاض الدولار وتحسن الاقتصاد وتمكن الشعب من تحسين وضعه المعيشي.
ومن المستبعد أيضا أن يعود البنزين إلى أسعاره السابقة، لأن لبنان أضحى أمام أزمات لا تحل بحكومة، مهما كان نوعها ولونها السياسي.
والسبت، تواصلت الاحتجاجات الشعبيّة في لبنان ضدّ الطبقة السياسية الحاكمة، وكان أبرزها مسيرة لأمهات لبنان رفعت شعار "شو عملتو بأولادنا".. أي ماذا فعلتم بأبنائنا؟.. شاركت فيها أمهات لبنانيات من مختلف المناطق تحت عنوان" أنا أم وقلبي موجوع وما راح أرضى ابني يجوع ".
وخرجت الأمهات إلى جانب أبنائهن، في تظاهرات ومسيرات راجلة دعت إليها أمهات لبنانيات عبر مواقع التواصل، في ساحتي مدينة صيدا جنوبي لبنان وبلدات الجية في إقليم الخروب جنوبي العاصمة بيروت (محافظة جبل لبنان).
وتجمّعت عشرات الأمهات أمام ساحة بلدية برجا (محافظة جبل لبنان) وطالبن بإسقاط النظام ومحاسبة الفاسدين، وتقدمتهن الناشطة النسائية والسياسية الدكتورة حليمة القعقور.
وانطلقت المسيرة مشيا وهي ترفع شعار "ثورة أمهات لبنان"، وصرحت القعقور لموقع "سكاي نيوز عربية"،" نرفع صوتنا لأننا جزء من اتخاذ القرار وكل المشاركات من مختلف طوائف الوطن جميعهن أمهات، والأم اللبنانية لها الحق في اتخاذ القرار بطرد هذه المنظومة من أجل بقاء أبنائها بين أحضانها وفي أحضان الوطن".
"حقوق الأمومة"
وقالت إحدى الأمهات المشاركات لـ" سكاي نيوز عربية " على كل أمهات لبنان عدم التهاون ودعم الانتفاضة والعمل على تربية أولادها على الحق.
وأضافت" الأم اللبنانية مفتاح الثورة، الأمومة حق، داعية كافة الأمهات اللائي يترددن في النزول إلى الشارع وبكثافة، فوجع الأم اللبنانية اليوم هو وجع وطن".
كما انطلقت مساء مسيرات نسائية للعديد من أمهات لبنان في العاصمة بيروت، انطلاقا من وسط بيروت باتجاه مرفأ بيروت، شاركت فيها أمهات بكثافة تضامنا مع أمهات شهداء المرفأ.
وقالت إحدى الأمهات من أمام مرفأ بيروت لـ"سكاي نيوز عربية" لم ننس تفجير مرفأ بيروت ومن تسبب فيه، وطالبت الشابة هنادي من المواطنين عدم الاحتفال على المنصات الاجتماعية بعيد الأم، بينما قالت الأم عايدة لموقع "سكاي نيوز عربية"، "ويلكم من دعوات الأمهات اللواتي سرقتم حلمهن".
وأطلقت إحدى الأمهات صرختها فقالت "نسأل حكام الوطن، نحن الأمهات، اللواتي يحلمن بوطن يحمي أولاده مثلما تفعل الأم، اليوم وطننا يترك أولاده يتشاجرون على كيس الحليب.. الأم تحافظ على أحلام أولادها والوطن يهجرهم بعيدا عن أحبائهم".
وأضافت "الأم بلسم، والوطن أولاده يموتون على أبواب المستشفيات. حقوق أولادنا ضاعت، لا نستطيع إعطاء الجنسية لأولادنا، اسمعوا صوت الأم كي يكون الوطن أما، نحن في الشارع في عيد الأم، نطالب بحقوقنا وببقاء فلذات أكبادنا في أحضاننا هنا في لبنان".
وفي المنحى نفسه، خرجت مسيرات في البقاع وفي مدينة طرابلس شمالي لبنان، بمناسبة عيد الأم، رافعة الشعارات نفسها، في رفض "للظلم الذي يلحق بالأبناء".
وقالت إحدى أمهات طرابلس "لكل أم خسرت أمها وابنتها، الأمهات لم يشعرن بالعيد هذه السنة، الكل متضامن مع أمهات الشهداء".