الخبجي: الانتقالي لم يتخذ قرار الحكم الذاتي

تقارير وحوارات
قبل 4 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

قال الدكتور ناصر الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، رئيس فريق الانتقالي في اللجنة المشتركة لمتابعة إجراءات تنفيذ اتفاق الرياض، أن المجلس يطالب بتنفيذ مضامين اتفاق الرياض كاملة دون انتقاء أو تلاعب، مشيرا إلى أنهم دعاة سلام ولا زالوا يمدوا أيديهم للسلام.

 

إلى نص الحوار..

قلتم سابقا أن اتفاق الرياض هو الاتفاق الانتقالي، هل هذا الانتقال تم بالفعل؟

 

اتفاق الرياض هو اتفاق ممهد للعملية السياسية الشاملة، وكنا قد تعاطينا معه بإيجابية مطلقة وقدمنا كافة الجهود اللازمة لتنفيذه، ولكن للأسف تعثر  تنفيذه خلال الفترة المزمنة حسب الاتفاق، بسبب انتهاج الحكومة سياسة التعطيل الممنهج لجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتنفيذ الاتفاق، ومع ذلك لا زلنا نتعاطى بإيجابية إلى حد اللحظة مع جهود الأشقاء في هذا الشأن، ونبدي استعدادنا لتنفيذ اتفاق الرياض دون انتقائية أو مماطلة، فشعبنا في الداخل يعاني الأمرين ولم يعد لديه الصبر أو القدرة على احتمال سياسات التنكيل الممنهج التي تمارسها الحكومة بحق شعبنا وإمعانها في تعذيبه.

هل من الممكن عقد المفاوضات الثانية مع حكومة عبدربه هادي وإحراز الاتفاق الجديد، و لو نعم، فما هي مطالبكم؟

كما أوضحت لكم سلفاً نحن دعاة سلام ولا زلنا نمد أيدينا للسلام، ونؤمن بأن الحوار هو الوسيلة المثلى لحل النزاعات السياسية، ومطالبنا تتلخص بتنفيذ مضامين اتفاق الرياض كاملة دون انتقاء أو تلاعب، مع ضرورة مراعاة أولوية الملفات التي تلامس هموم المواطن واحتياجاته، مثل وضع الخدمات وحياة وكرامة المواطن في الجنوب، فمتى ما تعلق الأمر بحياة وكرامة المواطنين فلا يمكن أن نتقبل المساومة فيه.

ومن أهم مطالبنا من أجل تنفيذ اتفاق الرياض هو البدء بتنفيذ بنود المسار السياسي والاقتصادي وأهمها تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية بالمناصفة فوراً، وتشكيل الهيئات الاقتصادية والرقابية (المجلس الاقتصادي الأعلى- والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة- والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد) باعتبار تلك المؤسسات هي الأكثر ارتباطاً بخدمات المواطن والاقتصاد الوطني، مما يسمح بتوفير أجواء أكثر قابلية لتحسين الخدمات وإنعاش الاقتصاد الوطني ومعالجة أزمة انهيار العملة، وقطع دابر الفساد المستشري في أروقة مؤسسات الدولة، علاوة على توفير أرضية صلبة للحوكمة والإدارة الرشيدة.

 

هل إعلان الحكم الذاتي في جنوب اليمن هي الخطوة لإعلان إستقلال جنوب اليمن؟ وما هي خطواتكم التالية؟

في الحقيقة أن الانتقالي لم يتخذ قرار الحكم الذاتي وإنما أعلن الإدارة الذاتية للجنوب وهناك فرق شاسع بين المصطلحين، كما إن الإدارة الذاتية تطبق في مأرب منذ سنوات ونصف، إذ توجه كافة موارد المحافظة لصالح تنمية وبناء مشاريع داخل محافظة مأرب ذاتها، و هذا ما نعمل لتحقيقه بالمثل في محافظات الجنوب، وهو أمر لا يتعارض مع مضامين اتفاق الرياض بل إن قرار الإدارة الذاتية واتفاق الرياض يصبان في مصب واحد وهو أولوية خدمة المواطن والتنمية وتعزيز الشراكة في الإدارة العامة وخلق نموذج إيجابي في المحافظات المحررة.

أما من حيث الخطوات التالية فالمفاوضات السياسية الشاملة هي التي ستحكمها، كما إن النهج الذي ستتعامل فيه الأطراف الأخرى مع قضية شعب الجنوب هي التي ستحدد خطواتنا فإن تم تجاهل قضية شعبنا فإننا لن نظل صامتون أمام ذلك ولدينا الكثير من الأوراق سنستخدمها في الوقت المناسب وعلى الوجه الأنسب.

هل ما زال المجلس الانتقالي يعترف بعبدربه منصور الهادي كرئيس لليمن؟

الرئيس عبدربه منصور هادي هو الرئيس المعترف به دولياً ونحن نتعامل معه من هذا المنطلق، كما إننا الطرف المحلي الوحيد الذي يدعم ويعزز دوره على أرض الواقع، بل إنما تحقق من انتصارات على مليشيات الحوثي يقتصر على تلك الجبهات التي تقودها المقاومة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

كان هناك خبر أنه ليس كل محافظة في جنوب اليمن أيدت إعلان الحكم الذاتي، هل سيؤثر هذا على عزيمتكم في إنشاء الحكم الذاتي؟

 

أكرر ما أعلن هو الإدارة الذاتية وليس الحكم الذاتي، كما إن العديد من المحافظين واجهوا ضغوطات كبيرة من قبل الحكومة الشرعية لدفعهم إلى إصدار تلك البيانات المعارضة لقرار المجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى كل حال فإن تلك البيانات لن تؤثر على عزيمتنا أو تدفعنا للتراجع عن القرار، إذ أن قرارنا انطلق من مصلحة شعب الجنوب وهناك تأييد جماهيري شعبي واسع من كافة قوى وشرائح شعب الجنوب السياسية والاجتماعية، وهي الفئات التي يهمنا رأيها ونعمل لمصلحتها.

هل ناقشتم هذه الخطوة مع الأطراف الدولية؟ وهل هناك الدول تؤيد إنشاء الدولة الجنوبية الجديدة؟

من السابق لأوانه الحكم على مواقف الدول بشأن ذلك، ونحن ننطلق في قراراتنا من مصلحة شعبنا، مع احترامنا لمواقف دول الإقليم والعالم، بيد أن مصلحة شعبنا في الجنوب هي من توجه قراراتنا ونأمل من المجتمع الإقليمي والدولي تفهم مطالب وتطلعات شعبنا، كما نتفهم مصالحهم ونتعهد بالحفاظ عليها والعمل على تعميق العلاقات الخارجية مع كافة الدول المرتبطة بمصالح مع الجنوب.

السيد عيدروس الزبيدي زار روسيا قبل أكثر من الشهر، فما هي علاقات المجلس الانتقالي مع روسيا الاتحادية؟

في الواقع هناك تواصل دائم وعلاقات طيبة مع الأخوة في روسيا، وهناك توافق تام في الرؤى إزاء العديد من القضايا التي تهم المنطقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والأصدقاء في روسيا الاتحادية.

كما إن تواصلنا وعلاقاتنا متميزة مع العديد من الأشقاء والأصدقاء في الإقليم والعالم، وعلى الأخص دول الجوار والدول الكبرى.

أجرى الحوار/ رفائيل دامينوف