تحاكي نجاح نتفليكس..

مراقبون:"كيمياء" منصة إسلامية تركية للأفلام والمسلسلات

اختيار المحرر
قبل 3 سنوات I الأخبار I اختيار المحرر

خطت تركيا خطوة جديدة في مشروعها “الثقافي الناعم” وأطلقت خدمة “الكيمياء” كمنصة بث تدفقي على الإنترنت بمحتوى إسلامي بالدرجة الأولى.

وقال نويد أختر الرئيس التنفيذي لمنصة “الكيمياء” المتخصصة في عرض الأعمال الفنية إن هدف تأسيس المنصة يتمثل في تقديم أفضل الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية وبرامج الأطفال التي تتحدث عن الإسلام والمسلمين، إلى أكبر شريحة من المشاهدين على مستوى العالم.

وتضم المنصة أعمالاً تركية مثل “الطرق الثلاثة” و”المعماري سنان” و”آي ده ده” و”آيا صوفيا” و”حلم أزرق.. مسجد السلطان أحمد”، إضافة إلى أفلام ومسلسلات أخرى.

وقال أختر في مقابلة مع وكالة الأناضول إنه فكر في تأسيس قناة تلفزيونية أو قناة إخبارية إلا أنه عدل عن الفكرة لوجود قنوات مشابهة كثيرة.

وتابع “رأينا بعد ذلك أن معظم الناس يتّجهون إلى منصات المشاهدة عبر الأنترنت مثل نتفليكس وأمازون برايم، وفكرنا أن عملنا عبر منصة مشابهة سيسهل من وصولنا إلى الجمهور. وكانت هذه نقطة انطلاقنا”.

وأوضح أن المنصة تضم حالياً من 600 إلى 700 عمل، وأن هناك حوالي ألف عمل ستضاف إلى المنصة قريباً لإثراء المحتوى، مشددا على أن المعيار بالنسبة إلى المحتوى المطلوب هو أن تكون له قيمة وأن يضيف شيئاً للمشاهد سواء بتعليمه شيئاً جديداً أو بتقديم فكر جديد.

ومن شأن هذه المنصة أن تستقطب الجمهور الشاب الذي يحصل على معلوماته وأفكاره ومواقفه من التعاطي مع المنصات الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي ذات التأثير الواسع، ولا يمتلك خلفيات سياسية وتاريخية كافية عن المحتوى التركي الذي يتم الترويج له، خاصة عبر المسلسلات، ما يجعله هدفا سهلا للاستقطاب.

وتعززت هذه الفكرة اليوم أكثر بعد تواصل ردود الفعل المتأثرة بالمحتوى التركي التاريخي على نمط الإعجاب الذي أبداه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في تخصيصه الوقت لمشاهدة المسلسلات التركية المدبلجة، وقدرة تلك المسلسلات، بما فيها تلك التي تروّج للمحتوى العثماني على مختلف مراحل السلطنة، على اختراق سوق خليجية فيها ما يكفي من العداء للموقف التركي السياسي من المنطقة.

وكان خان قرر تنفيذ مشروع مسلسل تاريخي مشترك مع تركيا يروّج للتاريخ العثماني في شبه القارة الهندية، يحمل عنوان “تورك لا لا” وتعني “الأخ التركي الكبير”، وذلك بعد أن أعرب مرارا عن إعجابه بالمسلسلات التركية وطالب الباكستانيين بمتابعتها والاقتداء بها.

ويأتي مشروع منصة “الكيمياء” في سياق خطط الاختراق التركي للعالم الإسلامي. ويعمل الأتراك ما في وسعهم لإظهار أن المحتوى الذي يتم الترويج له ليس له بعد سياسي ولا يرتبط بأجندة آنية من أجل تسهيل إقبال الجمهور من دول إسلامية مختلفة على هذا المحتوى.

وقال أختر إنهم “يبتعدون أيضاً عن الخلافات والنقاشات السياسية في المحتوى الذي يقدمونه ويركزون على تقديم كل ما هو جيد، وأجمل وأفضل الجوانب في كل الثقافات”.

وأضاف أنهم “يهدفون إلى تمثيل كل الأعراق والثقافات وتمثيل الإسلام بعيداً عن الخلافات المذهبية، واحترام حساسيات الجميع ونشر محتوى من كافة أرجاء العالم”.

ويقول مراقبون إن الأتراك يعتمدون على المناورة وإظهار “الحياد” من أجل إبعاد المحتوى الثقافي الذي يعرضونه على الجمهور عن التأثيرات السياسية خاصة في ظل الصورة المهتزة لتركيا في الشرق الأوسط، حيث يوجد الجمهور العربي مركز الثقل الذي تستهدفه الخطط التركية.

وتروي المسلسلات التركية التاريخ بما يتناسب مع المصالح السياسية لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان بشكل يمجد التاريخ العثماني أكثر من رواية الحقائق والأحداث التي اختلف حولها المؤرخون وأبدوا اعتراضهم على ما جاء في بعض هذه المسلسلات من مخالفة للوقائع التاريخية الموثقة في بعض الكتب.