أعلن المركز السينمائي المغربي (حكومي)، اختيار إدارة مهرجان كان السينمائي الفرنسي، فيلما مغربيا للمشاركة في مسابقته الرسمية لأول مرة في تاريخ السينما المغربية.
وأضاف المركز في بيان أن فيلم “علّي (ارفع) صوتك” لمخرجه نبيل عيوش، تم اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته الـ74، المقرّرة في الفترة ما بين 6 و17 يوليو القادم.
وأوضح المركز أن “مشاركة الفيلم المغربي هي سابقة في تاريخ السينما الوطنية، وهي الأولى من نوعها في تاريخ السينما المغربية ضمن هذا المهرجان السينمائي المرموق، الذي تعد دورته الـ74، أبرز حدث سينمائي منتظر خلال السنة الجارية، بعد الأزمة الصحية العالمية”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا الحضور في المسابقة الرسمية لسنة 2021 يشهد على الإشعاع الدولي المتصاعد للسينما المغربية، ويتيح فرصة لحصد جائزة في المسابقة الرسمية.
وسبق لأفلام مغربية أن شاركت في المسابقات الموازية للمهرجان، من قبيل “أسبوع النقاد” و“أسبوعا المخرجين” و“نظرة ما”، لكن لم يسبق أن شارك فيلم مغربي في المسابقة الرسمية للمهرجان.
ويحكي فيلم “علّي صوتك” رحلة التحرّر عبر موسيقى “الهيب هوب” (نوع من الموسيقى الشبابية) من خلال تسليط الضوء على حي سيدي مؤمن أحد الأحياء الشعبية الشهيرة لمدينة الدار البيضاء شمالي المغرب، وهو من بطولة كلّ من أنس بسبوسي ومريم نقاش ونهيلة عريف.
وعيوش مخرج ومنتج وكاتب سينمائي فرنسي – مغربي، ولد بباريس في العام 1969 من أب مغربي وأم تونسية، حيث قضى جل طفولته ببلدة سارسيل القريبة من باريس.
وبعد ثلاث سنوات من دراسة الفن المسرحي (1987 - 1990)، بدأ مشواره ككاتب سيناريو ومخرج لدى إحدى وكالة الإعلانات الفرنسية وأخرج العديد من الأفلام الدعائية والأفلام القصيرة الحائزة على جوائز، قبل أن يخرج فيلمه الروائي الطويل الأول “مكتوب” الحاصل على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي، بينما فاز فيلمه “علي زاوا: أمير الشوارع” بأكثر من 40 جائزة في العديد من المهرجانات.
كما أخرج العديد من الأفلام المثيرة للجدل على غرار “دقيقة من الشمس على الأقل” و“يا خيل الله”، وخاصة “الزين اللّي فيك” الذي كان بالأساس مشروع فيلم وثائقي عن مومسات كبيرات في السن تحت عنوان “تحت بشرتي القديمة”، قبل أن يتم تحويله إلى روائي طويل يتحدّث عمّا تعانيه بائعات الهوى في ليالي مراكش الحمراء.
وعيوش متزوج من الممثلة والمخرجة المغربية مريم توزاني مخرجة فيلم “آدم” الذي نافس في العام 2019 على مسابقة “نظرة ما” بمهرجان كان. ويتناول الفيلم قضية الأمهات العازبات في المغرب، ويتطرّق لوضع المرأة بشكل عام، وذلك من خلال قصة الشابة سامية التي دخلت في علاقة جنسية خارج إطار الزواج نجم عنها حمل سبب لها الكثير من المشاكل مع أسرتها الصغيرة، لتقرّر إثر ذلك مغادرة المنزل والبحث عن عمل وهي حامل في أحد الأحياء الشعبية في مدينة الدار البيضاء.
وفيلم عيوش الجديد “علّي صوتك” يوجد ضمن 23 فيلما ستتنافس خلال المهرجان للفوز بجوائز في فروع مختلفة.
ويسعى مهرجان كان في دورته الرابعة والسبعين، وهي الأولى منذ جائحة كوفيد – 19، إلى طيّ صفحة الأزمة الصحية، من خلال لائحة غنية من الأفلام المشاركة، سواء ضمن المسابقة أو خارجها، وتضم أسماء بارزة كناني موريتي وجان أوديار وأبيشاتبونغ ويراسيتاكول.
وبعد سنتين من حصول فيلم “طفيلي” (باراسايت) الكوري الجنوبي لبونغ جون هو على السعفة الذهبية، وبعد عام من إلغاء المهرجان بسبب الجائحة، حضر المسؤولون عن الاختيار أكثر من ألفي فيلم أبقوا منها على نحو ستين.
فإلى جانب الفرنسي ليوس كاراكس والأميركي ويس أندرسون والهولندي بول فيرهوفن الذين سبق أن أُعلنت إدارة المهرجان عن أسمائهم، أضيفت، الخميس، إلى لائحة المسابقة أسماء 21 مخرجا، بعضهم حصل سابقا على السعفة الذهبية، كالإيطالي ناني موريتي عن فيلمه “تري بياني” الذي كان جاهزا للمهرجان العام الماضي، والفرنسي جاك أوديار عن “ليزوليمبياد”، وأبيشاتبونغ ويراسيتاكول عن فيلمه الأول بالإنجليزية خارج تايلاند “ميموريال” مع تيلدا سوينتون وجان باليبار.
كما تضم اللائحة الرسمية ثلاثة أميركيين، بينهم شون بن الذي يعود إلى كان بعد رد الفعل البارد جدا الذي قوبل به فيلمه “ذي لاست فايس” عام 2016. ومن خارج المسابقة، يقدّم توم مكارثي فيلم “ستيل ووتر” الذي يغوص فيه النجم مات ديمون في مرسيليا بحثا عن ابنته، إلى جانب كاميّ كوتان.
ويحضر عدد كبير من الفرنسيين في اللائحة، فضمن المسابقة، أدرجت ثلاثة من أربعة أفلام أخرجتها نساء فرنسيات. وتشارك في التنافس على السعفة الذهبية كلّ من ميا هانسن-لاف بفيلم “بيرغمان آيلند” وجوليا دوكورنو بـ”تيتان” وكاترين كورسيني عن فيلم يتحدّث عن جائحة كورونا وأثارها الاجتماعية والاقتصادية.
ويحضر المخرج السياسي أوليفر ستون من خلال فيلم وثائقي يتضمن وثائق غير منشورة عن اغتيال جون كينيدي، يعرض ضمن قسم جديد استُحدث هذه السنة في المهرجان بعنوان “كان بروميير” (كان العرض الأول) أو (كان الرائدة)، يشارك فيه مخرجون ذوو خبرة لم تُدرج أفلامهم ضمن المسابقة.
ومن الجديد أيضا هذه السنة إنشاء قسم مؤقت مخصص للقضايا البيئية، وكان المهرجان أعلن في منتصف أبريل الماضي عن سلسلة من الإجراءات تهدف إلى الحد من بصمته البيئية. ومن المقرّر أن يبدأ المهرجان فعالياته بعرض فيلم “انيت” للمخرج الفرنسي ليو كاراكس، ومن بطولة ماريون كوتيلارد وادم درايفر.
كما أعلن المهرجان أن المخرج الأميركي الحائز على جائزة أوسكار سبايك لي سيترأس هيئة الحكام، كما ستُمنح الممثلة الأميركية جودي فوستر جائزة “سعفة الشرف الذهبية” تكريما لمسيرتها الفنية الطويلة. وستكون الممثلة الحائزة على جائزتي أوسكار ضيفة شرف في احتفال افتتاح المهرجان.
والسعفة التي سبق أن مُنحت للممثلين جاين فوندا وجان بول بلموندو والمخرجة الراحلة أنييس فاردا هي بمثابة “تحية لمسيرة فنية مشرقة، ولشخصية نادرة والتزام قوي على تواضعه بقضايا العصر الكبرى”.
ويعدّ مهرجان كان أهم المهرجانات السينمائية في العالم، ويعود تأسيسه إلى العام 1946، ويُقام عادة في مايو من كل سنة، بمدينة كان جنوبي فرنسا، لكن جائحة كورونا ألغت دورته العام الماضي، وأجّلت نسخته الجديدة هذا العام لشهر يوليو القادم.