أميركا تقدم مساعدات إنسانية لليمن بـ165 مليون دولار

تقارير وحوارات

أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، أن الولايات المتحدة ستقدم 165 مليون دولار مساعدات إنسانية إضافية لليمن، وسط مخاوف متزايدة بشأن الخسائر الإنسانية للصراع. ودعا ليندركينغ، في مؤتمر تليفوني، صباح أمس (الاثنين)، بقية الدول إلى مساعدة البلد الذي وصفه بأنه يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقال للصحافيين: «نعتقد أن اتّخاذ خطوات فورية للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية وإنقاذ الأرواح يمكن أن يسهم في إحراز تقدم في عملية السلام». وأضاف: «لهذا السبب تعلن الولايات المتحدة عن 165 مليون دولار مساعدات إنسانية إضافية لليمن. كما ندعم الجهود المبذولة لمنع المجاعة التي أصبحت مرة أخرى تهديداً حقيقياً للغاية، وآمل أن يدفع إعلان اليوم (عن المساعدات) إلى مزيد من الإعلانات (عن مساعدات من دول أخرى)».

وأوضح المبعوث الأميركي أنه سيتم تقديم المساعدة الأميركية من خلال «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، التي استأنفت برامجها في شمال اليمن، الذي يسيطر عليه الحوثيون، في مارس (آذار)، بعد توقف دام نحو عام، بسبب عرقلة الجماعة المتمردة لأعمال الوكالة. وقام المبعوث الأميركي بزيارة المنطقة مرات عدة خلال الأشهر الأخيرة، ويعمل مع نظيره في الأمم المتحدة للضغط من أجل حل سياسي للصراع.

وفي وقت سابق من هذا العام، حذّر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن اليمن مهدد بمواجهة أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود، إذا لم يقدم المانحون 4 مليارات دولار مساعدات لعام 2021. وتقول التقارير الأممية إن العنف الذي يشهده اليمن على يد جماعة الحوثي أدى إلى أزمة إنسانية هائلة أودت بحياة 233 ألف شخص على الأقل، وتركت ملايين على وشك المجاعة. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة أن أكثر من 16 مليون شخص من سكان اليمن، البالغ عددهم 29 مليوناً، سيواجهون الجوع هذا العام، وهناك نحو 50 ألف يمني «يموتون جوعاً بالفعل في ظروف تشبه المجاعة».

 

كما حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن 400 ألف طفل دون سن الخامسة يواجهون خطر الموت جرّاء سوء التغذية الحاد في العام 2021. بزيادة نسبتها 22 في المائة عن العام 2020. وشارك نحو 100 دولة وجِهة مانحة في مؤتمر افتراضي نظّمته الأمم المتحدة والسويد وسويسرا في مارس (آذار) الماضي. وناشدت المنظمة التبرع بسخاء لجمع مبلغ 3.85 مليار دولار لتمويل عمليات الإغاثة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، لكنّ مجموع التعهدات بلغ في النهاية نحو 1.7 مليار دولار، بينها 191 مليوناً من الولايات المتحدة.

وقال ليندركينع للصحافيين: «من الواضح أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها»، في إشارة إلى التخفيف من آثار الأزمة، مضيفاً: «لذا، يجب على المانحين الآخرين زيادة مساهماتهم». ودعا ليندركينغ أطراف النزاع إلى استغلال الزخم الدولي الحالي للجلوس إلى طاولة المفاوضات، معرباً عن أمله بأن يدفع «الجمود على الأرض» المتمردين الحوثيين خصوصاً للقبول بالتفاوض.

من جانبها، دانت واشنطن مراراً، هجمات الحوثيين على المملكة، وهجوم المتمردين المستمر على مدينة مأرب الاستراتيجية. وحثّ المشرعون الأميركيون البارزون في أوائل مايو (أيار) إدارة بايدن على بذل مزيد من الجهد والمساعدة في جمع 2.5 مليار دولار من المساعدات لليمنيين الذين يعانون مما وصفوه بأنه «أسوأ أزمة إنسانية في العالم».

كما عرضت المملكة العربية السعودية، في مارس، وقفاً لإطلاق النار على مستوى البلاد في اليمن، لكن الحوثيين رفضوا الاقتراح، ودعوا بدلاً من ذلك إلى الإنهاء الكامل للحصار على موانئ البلاد ومطار صنعاء أولاً.