خلف أبواب مغلقة.. آلاف الوفيات في فرنسا خارج الإحصائيات

تقارير وحوارات
قبل 4 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

في أبريل/نيسان الماضي توجه أحد كبار السن ممن يعيشون في حي سين سان دوني أفقر مناطق فرنسا على أطراف باريس إلى المستشفى لخوفه من أن يكون مصابا بمرض كوفيد-19 الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا.

وجاءت نتيجة التحليل سلبية، وعاد الرجل المسن إلى بيته. وبعد عشرة أيام عُثر عليه ميتا.

وحتى الآن لم تحتسب هذه الوفاة ضمن القائمة الرسمية لضحايا كوفيد-19 في فرنسا والتي لا تتضمن سوى الوفيات في المستشفيات ودور الرعاية.

غير أن بيانات من مكتب الإحصاءات الفرنسي تبين زيادة على مستوى البلاد في حالات الوفاة في المنازل. وتتضح هذه الزيادة بصفة خاصة في بعض الضواحي التي يعيش فيها محدودو الدخل حول وسط باريس.

كورونا يفتك بالمسنين

إلى ذلك، قال أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية اطلع على ظروف وفاة المسن "من الواضح أن كوفيد-19 يفتك بعدد أكبر كثيرا من الناس في بيوتهم لأنهم لم يعرفوا أنهم مصابون به أو يخشون بشدة الاتصال بالناس طلبا للمساعدة".

وقد تجاوز عدد وفيات فيروس كورونا 25500 في فرنسا، التي تأتي في المرتبة الخامسة عالميا في قائمة الوفيات بعد الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا.

وفيات المنازل

وتعتزم الحكومة إضافة الوفيات المنزلية في يونيو حزيران. ومن الصعب تقدير عددها لأن السلطات الصحية لا تجري اختبارات الكشف عن كوفيد-19 لمن يتوفون في بيوتهم.

وتوضح بيانات مكتب الإحصاءات أن 109327 شخصا توفوا في فرنسا في الفترة من أول مارس/آذار إلى 20 ابريل نيسان بزيادة 26 و15 في المئة عن الفترة المقابلة في كل من 2018 و2019. ومن ثم تمثل الوفيات التي تأكد ارتباطها بكوفيد-19 نسبة 19 في المئة من إجمالي الوفيات.

وتوضح البيانات أن الوفيات في المنازل خلال تلك الفترة زادت بنسبة 28 في المئة عن 2019 لتصل إلى 26324 حالة.

9 آلاف على الأقل
 

وقال جاك باتيستوني رئيس النقابة العامة للأطباء الممارسين لرويترز، إن نقابته تقدر أن 9000 شخص على الأقل توفوا بمرض كوفيد-19 في بيوتهم. وأضاف أن ذلك التقدير تم على أساس أن واحدا من كل طبيب من الممارسين العامين البالغ عددهم 55 ألفا في فرنسا أبلغ عن حالة وفاة واحدة على الأقل يشتبه أن سببها كوفيد-19. ويسلط عدد الوفيات الكبير الضوء على الكيفية التي حول بها مزيج التكدس السكاني والعاملين في وظائف على الخطوط الأمامية السكان المرتابين في السلطات هذه الأماكن إلى بؤر للعدوى يرفض كثيرون فيها طلب المساعدة.

وقد حذر أطباء من أن الزيادة في الوفيات قد تكون مرتبطة أيضا بوفاة البعض بأمراض أخرى لأن تفشي الكورونا منعهم من طلب الرعاية الطبية.