المهاجرون الأفارقة.. إبحار مستمر لم توقفه "حرب اليمن"

تقارير وحوارات
قبل 4 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

على الرغم مما يشهده اليمن من حرب دخلت عامها السادس، ويرى فيه المهاجرون الأفارقة مقصداً هاماً، إلا أن تراجعاً كبيراً شهده النصف الأول من العام الجاري 2020م، الذي سجل دخول نحو 7 آلاف مهاجر، مقارنة بنحو 138 ألف مهاجر للعام 2019م الماضي. وقالت المنظمة الدولية للهجرة، في تقرير نشرته السبت 8 أغسطس/ آب 2020م، إنه "خلال النصف الأول من عام 2020، وصل 7 آلاف مهاجر إلى اليمن، 90 بالمئة منهم من إثيوبيا، فيما أغلب البقية من الصومال". وأوضح التقرير أن "معظم المهاجرين إلى اليمن، يسافرون على أمل الوصول إلى السعودية، للحصول على حياة أفضل بدلا من مجرد البقاء على قيد الحياة". ويعد اليمن منذ سنوات طويلة، وجهة لمهاجرين من دول القرن الإفريقي، لا سيما إثيوبيا والصومال، ويهدف العديد منهم للانتقال في رحلتهم الصعبة، إلى دول الخليج، خصوصا السعودية. وبسبب حرب يشهده اليمن للعام السادس على التوالي، أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث بات 80 بالمئة من السكان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، أخذ عدد المهاجرين بالانحسار من عام إلى آخر، فضلا عن تعرضهم لمخاطر فور وصولهم البلاد. ومقارنة بالعام المنصرم، انحسر عدد المهاجرين بشكل كبير، حيث كشفت المنظمة في تقرير نشرته في فبراير/ شباط الماضي، أن عدد الذين عبروا البحر إلى اليمن في عام 2019م بلغ نحو 138 ألف شخص، أكثر من 90 بالمئة منهم يحملون الجنسية الإثيوبية، والبقية من الصومال. وذكرت المنظمة أن عددهم يفوق الذين وصلوا إلى أوروبا عبر المتوسط والمقدر عددهم بنحو "110 آلاف شخص فقط". وبينما توفي 60 شخصا في الرحلة، فإن معظم هؤلاء المهاجرين وصل إلى السعودية، المجاورة لليمن، بحثاً عن فرص اقتصادية. وسجل العام 2019م تراجعاً عن سابقه بنحو 12 ألف مهاجر، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي أكدت أن "150 ألف مهاجر إفريقي وصلوا إلى اليمن خلال عام 2018م، 90% منهم إثيوبيون، والبقية من الصومال، وغالبيتهم قُصّر غير مصحوبين بذويهم". وأرجع تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" منتصف العام المنصرم، سبب التراجع في عدد المهاجرين إلى مواجهتهم بعد وصولهم إلى اليمن خطر الوقوع ضحايا "شبكات تهريب واتجار بالبشر"، بعضها إثيوبي، "تستخدم العنف أو التهديد به لابتزاز فدية من أقارب المهاجرين أو الأشخاص الذي هم على اتصال بهم". وما يزال يرى المهاجرون الأفارقة في اليمن وشعبه بيئة آمنة وقابلة للتعايش دون امتهان لآدميتهم أو تعريضهم لخطر الاستغلال إلا ما ندر من بعض الجماعات الدينية المتشددة، محاولين مواجهة خطر الاستغلال الذي يتعرضون له من قبل بعض الإثيوبيين واستغلالهم لما تعانيه البلاد من فوضى تسببت بها الحرب التي اشعلتها المليشيا الحوثية في سبتمبر/ أيلول 2014م.