** "تحقيق استقصائي يتتبع حصول العديد من الشخصيات العامة في اليمن على شهادات ماجستير ودكتوراه وهمية وغير معتمدة”
تعبت كثيراً حتى سمعت عبارة انني حصلت على درجة الماجستير في الصحافة بهذه العبارة وصف عبدالرحمن أنيس شعوره اثناء دراسة الماجستير والتي وصفها بأنها حياة طويلة ، يقول أنيس أنه ظل سنوات يدرس ويحضر حتى حصل على الماجستير ، وخلال هذه الفترة أخذت الدراسة من وقته وصحته وماله الكثير وأنه يفكر قبل أن يواصل الدكتوراه.
حصل أنيس على ماجستير في الصحافة عن رسالته الموسومة بـ “تأثير الأزمات السياسية على المعايير المهنية لصياغة الخبر الصحفي” من جامعة عدن بتاريخ 4 يناير 2021، وفي حين ظل أنيس يدرس الماجستير لأكثر من عامين ، سلك الكثيرين الطريق الأسهل للحصول على ماجستير او دكتوراه وفي أحيانا كثيرة بكالوريوس ، من بين هؤلاء مسؤولين حكوميين ومن بينهم من اتجه للتدريس في جامعات ومراكز أكاديمية داخل اليمن مستغلين غياب الرقابة في بلد دمرته الحرب وجعلت التعليم على رأس ضحاياه واتاحت الفرصة لحاملي الشهادات المزورة بأن يتصدرون المشهد ويحصلون على تلك الشهادات من مراكز وجامعات وهمية شعارها فقط ” شهادة للبيع ” ويقنعون أنفسهم بأنهم يحملون درجة علمية عالية بينما هم لا يحملون إلا الوهم.
في هذا التحقيق رصدنا توجه العديد من الأشخاص نحو مراكز غير معتمدة لإعطائهم شهادات ماجستير و دكتوراه في مجالات عديدة وبالرغم من أن أسعارها المرتفعة إلا طريقها اسهل واسرع وهو ما لا يطيقون تحمله.
جامعات حكومية تقع في فخ التجارة
وفي حين بذل عبدالرحمن أنيس جهداً كبيراً واستمر لسنوات عديدة حسبت من عمره وانفق أموال من زاده وزاد عائلته ليحصل على ماجستير من كلية الاداب في جامعة عدن ، كان هناك العديد من الأشخاص الذين حصلوا على شهادة الماجستير في نفس تخصص أنيس في الإعلام ولكن بدلا من الدراسة في كلية الآداب حيث يوجد قسم الاعلام ، فقد حصل هؤلاء على شهادات من ما يطلق عليها كلية العلوم التطبيقية ومن هنا كانت بدايتنا.
استخدمت جامعة عدن مؤخراً كلية العلوم التطبيقية التي كان سبق وتم انشاءها في وقت سابق ولكنها لم تفعل ككلية. وعوضاً عن ذلك قرر من يسيطرون على جامعة عدن استغلال هذه الكلية خلال فترة الحرب لبدء تجارة الشهادات عن بعد دون تراخيص أو معايير اكاديمية. وبالفعل بدأت بمنح درجات الماجستير والدكتوراه للعديد من الأشخاص، وعن بعد وعبر تطبيق الزووم وغيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي بدأ هذا الكيان بمنح درجات أكاديمية لأشخاص مقيمين خارج اليمن أو حتى في اليمن، كل ما عليك هو دفع رسوم الشهادة وكل شيء سيكون عن بعد ، وحتى الشهادة لن يكون مكتوب عليها (دراسة عن بعد) بل على العكس ستكون الشهادة مثل شهادة أي شخص تعب واجتهد وحصل على دراسة وشهادة حقيقية.
الفارق الوحيد أن الشهادات الوهمية صادرةعن ما يطلق عليها كلية العلوم التطبيقية بجامعة عدن. تواصل معهم معد التحقيق بإعتباره يريد أن يدرس الماجستير في الإدارة وطلب منهم معرفة شروط الحصول على الدرجة ورسومها وبأنه مقيم خارج اليمن ، والذي اخبروه بأنهم سيردون عليها لاحقاً ، تواصل معهم مرة أخرى ولكنهم لم يعطوه أي رد ، وتنشر جامعات صنعاء وعدن شروط الالتحاق بالماجستير عبر مواقعها وتكون شروطا مشددة من ضمنها إجادة اللغة الانجليزية، وهو ما لا يتوفر في كلية العلوم التطبيقية أو غيرها من تلك المراكز الغير المعتمدة .
وفي تغريدة له على تويتر بتاريخ 3 سبتمبر 2019 قال الدكتور خالد الوصابي وزير التعليم العالي في الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا بأن الوزارة لن تعتمد أي شهادة صادرة من أي فروع للجامعات اليمنية الحكومية والخاصة ومراكز التعليم عن بعد ، ووجهت الوزارة بعدم التعامل مع هذه المكاتب المستحدثة خارج اليمن .
يقول الدكتور حسن دجرة أستاذ البحث العلمي بجامعة الحديدة يقول إن إجراءات البحث العلمي معقدة لا سيما إذا كانت هذه البحوث بغرض الحصول على شهادة الماجستير او الدكتوراه ، ويضيف الدكتور، حد علمي جميع الجامعات اليمنية والعربية وأغلب الجامعات الأجنبية تشترط ضرورة حصول المتقدم لدرجة الماجستير أن يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس في نفس التخصص بدرجة علمية لا تقل عن تقدير جيد وبعضهم يشترط جيد جداً، او أن يكون هناك ما نسميه بـ”المقاصة” اذا كان تخصص الماجستير يختلف عن البكالوريوس وأن يدرس تمهيدي قبل البدء بدراسة الماجستير ، بعد ذلك يتم عقد جلسة واختيار موضوع البحث والموافقة عليه بعد ذلك يتم رفعها إلى مجلس الكلية مكان الدراسة ليتم الموافقة عليه أو تعديه بعد ذلك يتم رفعه إلى مجلس الدراسات العليا في الجامعة ليتم الموافقة عليه ويحق للطالب المناقشة بعد سنة أو بعد ثلاثة سنوات من الدراسة.
شرح الدكتور دجرة لمعد التحقيق خطوات الحصول على الماجستير في 12 خطوة علمية وبإشراف من مجلس الكلية ومن ثم الجامعة قبل البدء بالعمل على الدراسة والبحث ومن ثم المناقشة والحصول على الدرجة وهو ما لا يحصل في تلك المراكز ، استطاع معد التحقيق الحديث مع أحد الأشخاص الذين حصلوا على رسالة من أحد هذه المراكز والذي اشترط عدم ذكر اسمه أو اسم المركز ، واخترنا له صلاح كإسم مستعار.
التواصل الاجتماعي الطريق إلى الشهادة
يقول صلاح بأنه تواصل عبر صفحة الفيس بوك مع احد هذه المراكز ومقرها في صنعاء ولهم فرع في القاهرة بغرض السؤال عن فرص الحصول ماجستير في المحاسبة وكان ردهم بأنه سيحصل على الدرجة العملية “الماجستير” اذا دفع مبلغ 3500 دولار ودرس مجموعة من المواد عن بعد وان عليه اعداد بحث ولو شكليا لمناقشته والحصول على الدرجة بشكل معلن ، وهو ما قام به صلاح فعلا ليحصل على الماجستير والذي اتضح له لاحقا ان هذا المركز غير معتمد من قبل التعليم العالي في اليمن او القاهرة.
بدورنا تواصل معد التحقيق مع مؤسسة جيت أكاديمي ومقرها القاهرة عبر رقم الواتساب وطلبنا منه معرفة شروط الحصول على الدكتوراه ومدتها ورسومها ، ليردوا علينا بأن الرسوم 3600 دولار . ما يعادل ثلاثة ملايين نصف ريال يمني تقريبا ، وأن الدراسة بالتعاون مع الاكاديمية الدولية للاقتصاد والعلوم السياسية المؤسسة الأكبر في إنجلترا في هذا التخصص حسب وصفهم ، وبحسب وصفهم فإن الشهادة تكون مصدقة من سفارة اليمن في لندن ، وأن الدراسة تستمر لمدة ثلاثة اشهر فقط ومن ثم سبعة اشهر لإعداد رسالة الدكتوراه.
بحثنا عبر الانترنت عن الاكاديمية الدولية للإقتصاد والعلوم السياسية ، تواصلنا مع السفارة اليمنية في لندن لمعرفة شروط تصديق الشهادات وهل سبق ان قاموا بتصديق اية شهادة عن هذه الاكاديمية أم لا ، إلا ان رداً لم يصلنا حتى نشر التحقيق.
وعبر هذه الإعلانات يقع الكثير من المسؤولين الرسميين اليمنيين ورجال الاعمال في فخ هذه المراكز. شخصيات كثيرة دار حولها الكثير من الجدل مؤخرا حول صحة شهادتهم في مقدمتها وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والذي يقول أنه حصل على بكالوريوس في التخطيط والتنمية من جامعة بغداد في بتاريخ 1997 . و في مايو 2021 نشرت منظمة اليونسكو في موقعها الإلكتروني أن سوف تستضيف الإرياني بندوة الكترونية بعنوان “استعادة سبل العيش من خلال الثقافة في اليمن” ، وأشارت المنظمة إلى أن الارياني يحمل درجة البكالوريوس من جامعة بغداد العراقية بالاضافة إلى ماجيستير من جامعة العالم الامريكية، قمنا بالتعاون مع منصة فرودويكي بالبحث في سجلات خريجي جامعة بغداد خلال الفترة 1995-2005 إلا أننا لم نجد للوزير الإرياني أي اسم هناك . وهذا بخلاف أن جامعة العالم الامريكية التي يدعي الارياني حصوله على ماجيستير والجامعة الأمريكية بلندن التي أخذ منها بكالوريوس آخر ليستا أكثر من جامعات وهمية. عبر الإيميل تواصلنا مع الإرياني واطلاعه على ما توصلنا اليه إلا اننا لم نتلقى أي رد حتى اللحظة. وبدورها قامت اليونسكو بحذف تفاصيل السيرة الذاتية لمعمر الإرياني من موقعها.
مؤخرا انشأ مجموعة من الناشطين منصة فرودويكي التي من ضمن أهدافها كشف التضليل والاحتيال الذي تمارسه الجامعات الوهمية وأصحاب الشهادات ممن حصلوا على شهادات من هذه الجامعات. يقول الدكتور عبده قادري -وهو أستاذ مساعد بجامعة شيان أويا الصينية- أن المنصة هي وسيلة من وسائل الرقابة المجتمعية التي تحرص على منع تفشي الظواهر التي تهدم واقع المجتمعات وتهدد مستقبلهم وتسيء سمعة الأكاديمي اليمني كما تؤثر سلبا عليه من نواحي عدة أبرزها شعوره بعدم الإنصاف واحترام الجهود التي بذلها طوال عمره ليأت متسلق فيحل محله في وظيفة ما أو حتى لقب أكاديمي ، ويضيف القادري أن المنصة تسعى لمساندة الجانب الرسمي عبر بناء قاعدة بيانات تحتوى على الجامعات والكيانات الوهمية والاشخاص الذين حصلوا على شهادات منها ، لتساهم في تعزيز الرقابة المجتمعية بهدف إيقاف أو تخفيف هذه الجرائم بحق التعليم وتفعيل الرقابة والمحاسبة وتحجيم تلك المهزلة بطريقة أو بأخرى.
بالتعاون مع منصة فرودويكي ، رصد معد التحقيق أن هناك اكثر من مسؤول حكومي وموظفين رسميين أعلنوا عن حصولهم على درجة الماجستير أو الدكتوراه من مراكز غير معترف بها من بينهم معمر الإرياني ومستشار وزير الدفاع في الحكومة اليمني العميد يحيى أبو حاتم ومناهل ثابت التي حصلت مؤخرا على الجنسية السعودية بإعتبارها من أذكى السيدات ومتخصصة في الهندسة المالية و رياضيات الكم .
ووفقا للقائمين على المنصة فإن مناهل ثابت تدعي أنها حاصلة على شهادتي دكتوراه إحداها في الهندسة المالية والاخرى في رياضيات الكم. بينما بعد التحقق عن شهاداتها تبين أن درجة الدكتوراه في الهندسة المالية من جامعة ديبول في شيكاجو ليست أكثر من شهادة مزورة ، حيث يوجد خطأ مطبعي في كلمة University التي تظهر على شهادة مناهل بهذا الشكل Universtity. كما أن برنامج الدكتوراه Financial Engineering الذي تدعي مناهل أنها درسته ، غير متوفر في هذه الجامعة أصلا.
كما أن شهادة الدكتوراه الثانية لمناهل في رياضيات الكم ، لا أحد يعرف من أي جامعة أخذت هذه الشهادة ، في الوقت الذي تزعم فيه مناهل أنها حصلت على الدكتوراه بسبب المعادلة التي قامت بها لقياس المسافات في الفضاء، حيث نلاحظ في الورقة المتعلقة بهذه الدراسة أنها مكتوبة من قبل مناهل لوحدها ، دون أن يكون عليها أي اشراف من قبل أحد البروفسورات كما هو الحال مع طلاب درجة الدكتوراه. ناهيك عن عدم وجود اسم للجامعة التي من المفترض أن تكون حصلت منها مناهل على الدكتوراه. هذا بالإضافة إلى محتوى الدراسة يفتقد لأبسط معايير البحث الاكاديمي. بخلاف ان الورقة غير منشورة في أي موقع محكم حيث تتم المراجعة من قبل أكاديميين متخصصين.
تواصلنا مع مناهل ثابت عبر صفحتها في تويتر وطرحنا لها ما توصلنا إليه لكننا لم نتلقى أي رد منها على ذلك حتى اللحظة.
يدعي أصحاب الشهادات الوهمية أن شهاداتهم من مراكز متخصصة ومعتمدة إلا أننا وبعملية بحث بسيطة قمنا بها لمتابعة هذه المنصات اكتشفنا أنها غير مسجلة أو معتمدة في بلدانها أو في اليمن ، من بينها الجامعة الإسلامية بمنيسوتا، وهي جامعة غيرمعترف وغير مدرجة في قاعدة بيانات المؤسسات والبرامج المعتمدة في الولايات المتحدة. باعت هذه الجامعة الآلاف من الشهادات حسب الارقام التي أوردوها في اعلاناتهم.
تتبعنا العديد من الشخصيات اليمنية الذين حصلوا على شهادات من هذه الجامعة من بينهم ياسر عبدالسلام العودي وهو أحد أئمة المساجد اليمنيين المقيمين في الولايات المتحدة الامريكية ، و فيصل الشغدري مدير مركز الشوكاني في محافظة إب ، وأبو الحسن علي محمد المطري المشرف على مركز الامام عبدالعزيز بن باز للدراسات الشرعية. وجميعهم حصلوا على الدكتوراه من هذه الجامعة.
أما الجامعة الدولية الإلكترونية في القاهرة والتي تدعي بأنها معتمدة ويحق لها إعطاء شهادات ماجستير ودكتوراه ، فمن خلال تتبع قامت به منصة فرودويكي فإن هذه الجامعة هي من أكثر الكيانات التي حصل من خلالها المسؤولين اليمنيين وأعضاء مجلس نواب او حتى رجال الأعمال على شهادات ماجستير ودكتوراه. لكنها أغلقت بعد حملة تم شنها على هذه الجامعة في وسائل التواصل الاجتماعي.
عبر صفحاتهم على الفيس بوك وتويتر يتفاخر هؤلاء بأنهم اتموا دراساتهم العليا وناقشوا رسائلهم التي تعبوا عليها كثيرا وكثيرا ودفعوا مقابلها كثيرا ، تواصلنا مع العديد منهم لطلب نسخة من الرسائل التي بموجبها نالوا على الدكتوراه والماجستير لعرضها على مختصين في البحث العلمي دون ان يرسل لنا أحدا منهم رسالته او حتى يعتذر لنا عن عدم الرد.
ولا ينتبه هؤلاء الحاصلين على شهاداتهم قبل نشرها بأن هذه الشهادات تحمل الكثير من الأخطاء اللغوية والمنهجية والتي لا يمكن لجامعات معتمدة بأن تقوم بها حتى في شهادات البكالوريوس وهنا يشرح لنا عضو فريق المنصة بعض الاخطار في هذه الشهادات:
“مثلما تتخذ الجامعات إجراءات أمنية متطورة بشكل متزايد لحماية سلامة مستنداتها ، يقوم المحتالون باللحاق بالركب ويطورون نسخهم الخاصة المحتوية على الشعارات والأختام والتواقيع. بالتالي فإن الطريقة الوحيدة المؤكدة لعدم التعرض للخداع بشهادة مزورة ، بالطبع ، هي التحقق من صحة الشهادة مع الجامعة نفسها.
لكن مع ذلك قد تظهر بعض الاخطاء التي يقوم بها المزورون مثل تكرار الختم أو وجود خطأ مطبعي أو خاص بقواعد اللغة في نص الشهادة . كما أن اسماء الأشخاص الموقعين على الشهادة قد تكون أسماء وهمية وغير موجودة في الواقع. ويمكن كذلك فحص ما إذا كان تصميم الشهادة يشبه الشهادات الاخرى التي تصدرها الجامعة. كما أن وجود ختم الملحقية الثقافية وسفارة دولة الطالب يعتبر أحد المؤشرات التي يمكن بواسطتها التواصل مع الملحقية الثقافية حول صحة الشهادة. مع العلم أن الجامعات حالياً يصدرون الكثير من المستندات المؤيدة لأي شهادة تكون ضمن المستندات التي يستلمها الطالب الخريج ، مثل شهادة التقديرات ، وخطاب اتمام الدراسة الذي يحتوي تفاصيل مثل عنوان البحث الذي قام به الطالب ومدة الدراسة، وخطاب التحقق من الشهادة الذين يتم توجيههم إلى جهات بعينها حسب الطلب”.
بخلاف ذلك فإن موقع الجامعة الالكتروني يحتوى على بيانات الطالب ونسخة من الدراسة أو البحث الذي قام به. كما أن طلاب الدكتوراه مثلا يكون لزاما عليهم نشر ثلاثة بحوث في مجلات محكمة ليتمكنوا من إتمام متطلبات التخرج والحصول على شهادة الدكتوراه.
قانون لا يعترف بهم وبشهائدهم
ينص قانون التعليم العالي اليمني رقم 13 الصادر عام 2010 في المادة الثامنة منه بأن “الدراسات الجامعية العليا (حصراً في الجامعات): وتكون بقصد الحصول على شهادة أو درجة علمية بعد الشهادة الجامعية الأولى (دبلوم الدراسات العليا – الماجستير – الدكتوراه)”.
في تعميم من السفارة اليمنية في روسيا بتاريخ 29-12-2020 سبق أن نشرته ، تحذر السفارة الطلاب اليمنيين من التعامل مع هذه المراكز او الجامعات الغير معتمدة وأنها لن تقوم بالتوثيق او تعميد اية شهادة صادرة منها مالم تكن معتمدة من قبل وزارة التعليم العالي في اليمن وفقا للقوانين النافذة.
وفي وثيقة حصلنا عليها وتنشر لأول مرة ، بعث السفير اليمني في الأردن علي العمراني رسالة إلى قبلة سعيد الملحق الثقافي في السفارة بتاريخ 14-12-2020 ، وطالب السفير بالتحقيق في بعض الشهائد المزورة التي وصلت إلى السفارة للتصديق عليها ، وقال السفير في الرسالة بإنهم تأكدوا أن الشهادات التي وصلت اليهم لشخصين اثنين كانت مزورة وغير موثوق فيها وطالبهم بعدم قبلوها والتحقيق فيها وموافاته بتقرير في اليوم التالي عن ما توصلوا اليه وعن مصير صور الشهادات. تواصلنا مع السفارة اليمنية في عمان لمطالبتهم بنسخة من التقرير الذي طالب به السفير ، وكذلك آلية التصديق على الشهادات ، إلا أن رداً لم يصلنا حتى لحظة نشر التحقيق.
تواصلنا مع وزارتي التعليم العالي في صنعاء وعدن لمعرفة دورهم في الرقابة على هذه المراكز وكذلك التعرف على مستقبل هؤلاء الذين اشتروا الشهائد إلا اننا لم نحصل على أي رد حتى اللحظة.
وبينما تتهرب الجهات الرسمية من الرد علينا ، ويتجاهلنا الأشخاص الذين حصلوا على تلك الشهائد ، وفي حين يسعى العديد من الطلاب اليمنيين في الداخل في ظل ظروف الحرب التي انهكت قواهم ومعنوياتهم ، واخذت من أعمارهم الكثير للحصول على درجة الماجستير ، وفي الوقت الذي يسعى في طلاب اليمن في الخارج في نيل الماجستير والدكتوراه في ظل انقطاع المنح وغربتهم وتقديمهم عمر إضافي على أعمارهم ، يحصل الكثيرون على تلك الدرجة وهم ممن وهبتهم الحرب مناصب عليا علاوة على رواتبهم لأنهم يحملون درجة الماجستير والدكتوراه من مراكز غير معتمدة فقط شعارهم ادفع لتحصل بفلوسك على حرف دال يكتب قبل اسمك.
* فرودويكي