عدن...هل تحرك إقالة المديرين العامين المياه الراكدة؟

تقارير وحوارات
قبل 4 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

لسان حال المواطن في مدينة عدن اليوم يقول ما يعنينا مما يجري من تحرك إداري ‏ تمثل بقرار التغيير الذي اتخذه مؤخراً المحافظ أحمد لملس بإقالة مديرين عامين في تسع مديريات، هو تحسن في الخدمات الأساسية. فالمواطن محمد هادي واحد من أبناء عدن، وهو ممن تحدثوا لـ"النهار العربي" معلقاً على قرارات محافظ العاصمة الموقتة عدن.‏

 

محمد هادي بدأ يومه متفائلاً كغيره من المواطنين اليمنيين الذين يواجهون ظروفاً ‏صعبة نتيجة الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية، مؤكداً في حديثه "أن همّ المواطن الأساسي في ‏عدن هو الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الضرورية التي بتنا نفتقدها في ‏اغلب الأحوال".‏

وأضاف: "نحن  غسلنا أيدينا من حكومة تعيش في فنادق الرياض، وهي لا تنظر الى المواطن ‏الذي أصبح يركض لاهثاً وبكل عناء لتوفير لقمة عيشه".‏

 

وأعلن محافظ عدن مساء السبت 19 أيلول (سبتمبر) تكليف ثمانية مديرين عامين جدد لمديريات العاصمة ‏الموقتة عدن، إضافة الى مدير مؤسسة المياه سيعاً منه لانتشال عدن مما تعانيه من تردٍ في الخدمات المائية طوال الفترة الماضية.‏

 

في السياق نفسه، علق السياسي اليمني جابر محمد على قرار المحافظ "أن قرار تغيير ‏المديرين العامين التسعة لمديريات عدن يعد خطوة صحية ينتظر أن تشمل الدوائر الحكومية التي ‏تعاني فساداً مستشرياً".

وأضاف: "نحتاج الى محافظ بصلاحيات واسعة وكاملة لخدمة عدن والواضح أن المحافظ ‏والشرعية بصدد ترتيب أوضاع عدن ومنح المحافظ الكلمة الأولى والأخيرة في اختياراته ‏للشخصيات القادمة على رأس المديريات".‏

 

وعلق المواطن اليمني في المناطق المحررة آماله على تفاهمات الرياض التي تسعى ‏الى نزع فتيل التوتر الذي نشأ بين القوات التابعة للحكومة الشرعية وقوات تابعة ل"المجلس ‏الانتقالي الجنوبي" التي انتهت بسيطرة الأخير على العاصمة الموقتة عدن وإعلان الإدارة ‏الذاتية للجنوب.‏

 

وأعرب الصحافي حسن عياش كمراقب عن تفاؤله بالقرار، وقال في حديث مقتضب ‏لـ"النهار العربي": "أعتقد أن قرار المحافظ أحمد لملس يصب في جوهره بمصلحة ‏إحداث حراك منتظر ومطلوب على الصعيد الخدماتي والإداري في مديريات العاصمة ‏عدن، لافتاً الى أن الأسماء المكلفة هي من فئة الشباب المؤهلين علمياً والذين تعلق عليهم ‏الآمال في مساعدة المحافظ بانتشال عدن في هذا الوقت العصيب من تاريخها وتاريخ ‏الوطن".‏

 

وأضاف: "في المجمل يبدو القرار جيداً ويمكن أن يرمي بحجر كبير في المياه الراكدة في ‏جزء مهم وحيوي من الوطن الواقع بين مطرقة الاقتتال وسندان الأزمات".‏

 

واختتم عياش أن "جل أمنياتنا أن يجد المواطن ضالته في الأسماء الشابة لإحداث الحراك ‏المطلوب على مستوى توفير الخدمات في مدينة باتت تئن ومواطنيها من وطأة ‏المشكلات التي لم تترك مجالاً إلا وطاولته بالسلب".

  

وسعى محافظ عدن في قراراته الأخيرة باختياره شريحة من الشباب بشكل ‏كبير، الى إنعاش المحافظة التي تدهور مستوى الخدمات فيها الى درجة كبيرة ‏جداً حيث وصل تشغيل التيار الكهربائي من سبع الى ثماني ساعات فقط خلال أربع وعشرين ‏ساعة بينما أغلب الأوقات التيار يكون منقطعاً".‏

 

وأيد الصحافي فواز الحنشي قرار محافظ عدن حيث قال لـ"النهار العربي": ‏"أرى أن القرارات صائبة وأتوقع أن تنعكس بشكل إيجابي على أهالي عدن الطيبين الذين ‏عانوا الأمرّين خلال الفترة الماضية ولكن هذا مرتبط بصدق نوايا المملكة العربية ‏السعودية قائد التحالف بدعم المحافظ التوافقي الذي جاء في إطار تنفيذ اتفاق ‏الرياض".‏

 

وتابع: "القرارات التي أصدرها محافظ عدن ليلة البارحة والتي قضت بإقالة مديري ‏المديريات وتعيين آخرين بدلاً منهم قرارات شجاعة والكل كان يترقبها".‏

 

‏ وأضاف: "كان ينبغي أن تصدر هذه القرارات في عهد المحافظين الذي سبقوه لأن ‏المديرين  المقالين ليسوا جديرين بتولي هذه المناصب وأثبتت الشهور والسنين فشلهم، بل أن ‏البعض منهم قد ترك مكتبه وغادر إلى الخارج وينتظر النثريات التي تصله نهاية كل ‏شهر".‏

 

فالمواطن في عدن وصل إلى مرحلة حرجة كادت أن تنعدم فيها كل مقومات الحياة ‏من دون أن يبذل المسؤولون أي جهد لخدمة الناس.‏

 

وينظر أهالي عدن الى التغييرات الإدارية الأخيرة التي أعلنها المحافظ، بإيجابية وبترقب ‏لتحسين مستوى الخدمات الضرورية وانعاش المدينة المدمرة منذ خمس سنوات".‏