قالت صحيفة "الرياض" السعودية: أن من المؤسف أن أوروبا وأميركا خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، لعبت دوراً مريباً في توسيع المد الإيراني بالمنطقة، تحت ذرائع عجيبة، كانت تغطي دائماً، دوافعها الحقيقية المتمثلة بالظفر بعقود اقتصادية مع نظام خامنئي.
وأضافت في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( كبح إيران ): وفي سبيل هذه الغاية، لم تجد الدول الغربية غضاضة في تجاهل ملفات حقوق الإنسان والسلوك الميليشاوي لإيران في المنطقة، في حالة نفاق دولي فجة، ومثيرة للاشمئزاز، والمدهش أنه رغم سياسة الممالأة الأوروبية للنظام الإيراني، لم تتلقَ من طهران إلا الصفعات والخيبات المتوالية، ليثبُت مجدداً حكمة الدبلوماسية السعودية، وصدق تحذيراتها السابقة.
واستطردت: منذ 40 عاماً والمنطقة والعالم، في مواجهة مزمنة مع المشروع التدميري والتفكيكي للنظام الإيراني، ولا شك أن أخطاء اُرتكبت في سياق هذه المواجهة، واُنتهجت استراتيجيات عديدة لكن من دون أن تحقق اختراقاً كبيراً في إجهاض مشروع طهران التخريبي، وخلال كل هذه المسيرة من التجريب والمحاولة، كانت المملكة دائماً صاحبة الرأي الأمثل في مواجهة إيران، وأثبتت الأحداث عبر محطات عديدة صوابية رؤيتها حيال الخطر الإيراني وسبل كبحه.
وختمت :كما خدم إيران أيضاً في مشروعها التدميري، خروج بعض الدول عن الإجماع العربي حيال الخطر الإيراني، وتراخي البعض، رغم أن التجربة الوحيدة الناجحة للتنسيق العربي ضد مشروعات طهران والمتمثلة في عاصفة الحزم تمكنت من وقف التمدد الإيراني، وإجهاض طموح ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران للهيمنة على اليمن الشقيق، وهو ما يمنحنا مؤشراً جلياً على الطريقة الناجعة للجم إيران، عبر بلورة استراتيجية عربية وإقليمية متماسكة وموحدة، والتفكير بطريقة جديدة لإنهاء حالة الاستنزاف الطويلة التي كلفت المنطقة، بل وكلفت إيران قبل غيرها كلفةً باهظةً، وأهدرت عقوداً من التنمية وحالت دون تحقيق الرخاء لشعوبها، وفي هذا الإطار لا أحد يقلل من العامل الغربي والدولي في مواجهة المشروع الإيراني، بيد أن الأولوية أن تتولى الدول المتضررة مباشرة من عبث إيران زمام المواجهة الضرورية، وإعادة صياغة سياسة موحدة وحازمة لكبح طموحات طهران ومن شأن ذلك أن يجعل حتى اتباع استراتيجية احتواء إيران من الدول الغربية وخلافها أن يعيدوا النظر في سياستهم العوراء.