يعد اغتيال الشهيد الخالد نبيل القعيطي في الثاني من يونيو الجاري على أيدي مسلحين مجهولين أطلقوا النار عليه امام منزله بحي دار سعد شمال العاصمة عدن اغتيال للجنوب الوطن والصحافة الحرة والصادقة. أن رحيل الشهيد النبيل باغتيال غادر وجبان يعتبر خسارة فادحة وكبيرة للإعلام الجنوبي والعالمي وللحقيقة والصورة الصادقة، وفقدان الشهيد نبيل القعيطي يمثل وجع كبير لكل الصحفيين والصحفيات محلياً وعربياً وعالمياً. لقد فقد الإعلام العالمي واحداً من أهم المصورين الذين وثقوا الأوضاع المأساوية التي مرت بها اليمن منذ حرب مارس 2015 على عدن والجنوب وحتى منتصف العام 2020 وبفقدانه فقدنا مصوراً صحفياً وانسانًا نبيلًا بشهادة الجميع. توالي بيانات الإدانة والنعي من أكبر وأبرز المؤسسات الإعلامية العالمية مثل الوكالة الفرنسية فرانس برس وصحيفة الجارديان البريطانية وقناة BBC الإنجليزية ومختلف وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية والعربية يؤكد شجاعة واحترافية المصور العالمي المحترف نبيل القعيطي. كمان ان بيانات الإدانة من أكبر المنظمات الدولية مثل روري بيك العالمية ومنظمة صحفيون بلا قيود والاتحاد الدولي للصحفيين وهيئات الأمم المتحدة والمؤسسات والنقابات العالمية يشير إلى حجم الخسارة الفادحة الذي تلقته الصحافة العالمية باغتيال شهيد الجنوب والصحافة الحرة. لقد بدأ الشهيد نبيل القعيطي نشاطه الإعلامي مصوراً في بدايات انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي في العام 2007 ورافقه خلال سنوات طوال ليوثق وينقل صوت الشعب الجنوبي وقضيته العادلة للرأي العام العربي والدولي بجهود شخصية وذاتية وبشكل طوعي وهو ما يدل على نبل الشهيد وحبه وأخلاصه لقضية الجنوب العادلة. كما وثق الشهيد نبيل القعيطي الاجتياح الثاني للجنوب في مطلع العام 2015 من جرائم وعدوان الحوثي وعفاش على عدن والجنوب، كما رافق قوات المقاومة الجنوبية معارك تحرير الجنوب بدأ من عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع وكان صوت القوات المسلحة الجنوبية بدون منازع. لم يكتفي الشهيد نبيل القعيطي بذلك بل كان صوت المطحونين في الجنوب والشمال ووثق الأوضاع الإنسانية التي مرت بها عدن وبقية المحافظات الاخرى من مجاعة ونزوح وأمراض واوبئة وسيول وفيضانات وجائحة كورونا وغيرها كان صوت الإنسانية منذ بدأ نشاطه الإعلامي قبل 12 عاماً وحتى وفاته اول من امس. أن المكانة الكبيرة التي حضي بها الشهيد في مسيرته الإعلامية الزاخرة يجب أن توثق للأجيال القادمة، كما أن الشهيد نبيل القعيطي قد حظي بتكريمات عالمية ودولية وعربية ومحلية أبرزها جائزة روري بيك العالمية لأفضل مصورين الفيديو في العالم لتوثيقه حرب مارس 2015 على عدن والجنوب. أن الخسارة فادحة وكبيرة ونحن في هذا المقام نترحم على الشهيد الصحفي نبيل القعيطي، فإننا نطالب الأمن وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى ضرورة الإسراع في كشف القتلة المجرمين وإظهار من يقف خلفهم وتقديمهم للمحاكمة بشكل عاجل وهذا اقل ما يمكن أن نقدمه لزميلينا النبيل شهيد الصورة والصحافة الحرة والصادقة.