في زمن مضى
كان لنا وطن وذكرى فماذا بقى ؟!
غير حُطام وأشلاء ورموس قتلى ومهج ثكلى أسأل ذاتي : أيهما الوطن وأيهما أنا أيهما الموتى وأيهما الأحياء ؟!
كنتُ السماء إذا ما النجم هوى وفوق كتفي تزهر الأشواق والأحلام إن ضاق الثرى ..
يا أخوتي : هذه أرضنا وهؤلاء أنتم وذاك انا .. تعبت روحي والورى وأنتم هل من منتهى ؟! من يواري الشمس ولا يحزنه أفول القمر هو كائن يعشق الفناء ..
لست يوسف النبي ولا أنتم إخوته فماذا أنتم فاعلون بأنفسكم وبنا .. ضحك الزمان والعار نما وأنتم مثلما أنتم أو كنتم بلا درب أو سناء ...
إلى هنا يكفي صدري مرجل يغلي وهذه الجبال تبكي وتلك السماء تشكي والثرى تقول : يكفي ..
لم يعد للفرح مكانا ولا للحب اسم أو عنوانا ولا للورد رائحة أو الياسمين لم يعد هنا غير الجثامين ..
لم تبق لنا الحرب سوى أنشودة موتى وصلاة ثكلى ومراثي للقرابين .. اقول : يكفي .. وانتم متى ستقولون : يكفي ؟!
ارغب برؤية أزهارنا تكسو الحقول والفتيان يتغنون بالحب والسلام .. أنهك الحزن فؤادي ودمع عيني نزف والخوف يسكنني بعد أن رحل الأمان ..
وطني اين أنت ؟ أشتقت لقهقهات الصغار الحالمين انتظر عودتك من بين ثنايا الأموات رغم يقيني أن الموتى لا يعودون
وطني الغائب .. اريدك ولو للمرة الأخيرة أريدك صلاة وحياة اعشقك تراتيلا وابتسامة احبك شمس ونجوم ..
آه يا وطني الحزين انت من طين وماء وانا من هذه الثرى ألم يئن الأوان لنا ؟! كي نصلي معا صلاة الخلاص فهذا الموت يخنقني وهذه الدم القاني يفزعني فإذا ما عدت لنا ستعود روحي وسأعود أنا !! ..
محمد علي محسن