شنت قوات الحرس الثوري الإيراني هذه الليلة ضربات مركبة بالطيران المسير والصواريخ البالستية على أهداف داخل إسرائيل ردا على الضربات الإسرائيلية على السفارة الإيرانية في دمشق. وهنا يبرز السؤال: ما هو موقف أمريكا، وهل هذه الضربات هي نذر حرب شاملة أم أنها مجرد ردع نسبي؟
من ناحية استراتيجية، "اسرائيل" ليست طرفا مستقلا عن الغرب، ولا يمكن النظر إلى الصراع الإسرائيلي الإيراني بمعزل عن الصراع الأصل (الغربي الإيراني)، فإسرائيل دولة وظيفية تأسست وفق استراتيجية الأمن القومي الغربي؛ كضرورة لحل لمشكلة مزمنة مع اليهود في المجتمع الأوروبي من جهة، وكقاعدة استعمارية متقدمة للغرب في المنطقة من جهة أخرى، ولا تزال هذه الرؤية الغربية تجاه اسرائيل قائمة إلى اليوم، حتى بعد انتقال الزعامة الغربية -في الحرب العالمية الثانية- من أوروبا العجوز إلى الولايات المتحدة.
"أمن إسرائيل" اليوم ثابت من ثوابت السياسة الأمريكية، لا يتغير بصعود حزب يميني أو ليبرالي، وكما قال الرئيس الأمريكي بايدن: "لو أن إسرائيل غير موجودة لكان يتعين علينا اختراعها!".
لذا نستطيع الجزم أن الغرب بزعامة أمريكا لن يقف مكتوف الأيدي أمام الضربات الإيرانية على إسرائيل، إلا إذا كانت هذه الضربات هي في إطار الردع النسبي المحدود وفق قواعد اشتباك مضبوطة سلفا، ولا تمثل تهديدا وجوديا للكيان الصهيوني، ولا ساعة صفر لحرب مفتوحة.
#إيران #إسرائيل #أمريكا