كتب|| العميد خالد النسي
إلى متى الصراع المناطقي بين المثلث والشرق ؟ منذ خروج بريطانيا تعرض الجنوب للظلم على يد مجموعة من ابنائه الغوغائيين المناطقيين الذين أدخلوه في الصراع المناطقي الذي تسبب في حرمانه من الاستثمار والبناء والاستفادة من ثرواته ومع انهما تبنوا الفكر الاشتراكي للحكم لكن على الواقع لم يقبلوا بفكرة الشراكة والمساواة بينهما ومع أبسط الخلافات يستدعون مناطقهم لتصفية الحسابات بينهما مع ان مناطقهم محرومة من اهتماماتهم حيث يعيش أبناءها أصعب الظروف ، في حرب ١٩٩٤ شارك الكثير من أبناء أبين وشبوة إلى جانب قوى الاحتلال اليمني نتيجة لصراعات قتل وتشريد مناطقية متبادلة دفع ثمنها الجميع من المهرة إلى باب المندب ، أستوعب الجنوبيين الأخطاء الكارثية التي تسببوا بها لوطنهم وهويتهم وسيادتهم ومستقبل ابنائهم فعملوا على تجاوز الأخطاء وفتح صفحة جديدة للتصالح والتسامح وكانت نوايا الجميع صادقة ولعل معركة تحرير الجنوب في ٢٠١٥ خير مثال للتلاحم الجنوني الذي نتج عنه تحرير أرضهم في شهور في ظل إمكانيات شحيحة مقابل عدو يمتلك أقوى وسائل القتل والتدمير ولكن الإرادة والتلاحم الجنوني انتصر في النهاية ، للأسف لم نحافظ على هذا التلاحم بين أبناء الجنوب لان ما يمارس اليوم في عدن تحديداً جعلنا نعيش أسوأ مراحل المناطقية حيث سيطر على المشهد السياسي والعسكري والأمني والإعلامي الجنوبي اشخاص في المجمل ينتمون إلى منطقة واحدة مع الإقصاء والتخوين لباقي المناطق وأكثرها المناطق الشرقية ، الجنوب يعيش ظروف صعبة بسبب الاحتلال اليمني الذي دمر بنيته التحتية ونهب موارده وعمل تغيير تركيبته الديموغرافية والثقافية وزرع الجهل والتطرف والإرهاب على أرضه إلى جانب أنه اليوم يشهد صراع سياسي وعسكري بين قوى يمنية وإقليمية ودولية وهو أخر الحاضرين فيها ولكن ما زاد من معاناته وشتت جهوده هي المناطقية التي يمارسها الانتقالي على الواقع في المناطق التي يسيطر عليها ، للأمانة والمصداقية مازال شعب الجنوب يدعوا للمصالحة والشراكة وأكثرهم صدقاً في هذا الجانب هم أبناء المثلث الذين لا يمثلهم المجلس الإنتقالي حيث أنهم يعانون من هذا الوضع مثل باقي المحافظات والمناطق الجنوبية حيث لا توجد منطقة في الجنوب مستفيدة من هذا الوضع باستثناء قادة الانتقالي ومنطقة زبيد ، التصالح والشراكة الحقيقية بين أبناء الجنوب هي أول خطوة في الاتجاه الصحيح لاستعادة وطننا وهويتنا وكرامتنا غير هذا كذب وخداع سيدمر ما تبقى في الجنوب ليستفيد منه مجموعة من اللصوص