مع اقتراب العام الدراسي 2020-2021 من نهايته، يتوجس الشارع اليمني عموماً والشارع العدني على وجه الخصوص من توقف الدراسة بسبب انتشار الموجه الثانية من جائحة كورونا والتي ظهرت مؤخراً بقوة في العاصمة الموقتة عدن.
لم يتبقَ على انتهاء الدراسة سوى شهر أو أقل كي يختتم تلامذة المدارس عامهم الدراسي المملوء بالمآسي والمخاوف في مدراس عدن، فحين يتنفس التلامذة ويتأمن استمرار تعليمهم برفع إضراب المعلمين يأتي وباء كورونا ليهدد استمرار دراستهم بسبب العجز عن احتوائه.
مع ظهور إصابات جديدة بفيروس كوفيد-19 في عدن سادت حالة من الهلع خوفاً من انتشار واسع للوباء مجدداً وتوقف الحياة في شكل عام خصوصاً الدراسة التي من الممكن أن تقفل المدارس في أي لحظة تزداد فيها حالات الإصابة بالفيروس.
"بدأ القلق يدب في نفوسنا والخوف من انتشار الموجهة الثانية لجائجة كورونا خصوصاً أننا سمعنا عن إصابة طالبة ومعلمة في إحدى المدارس"، بهذه الكمات بدأ التلميذ عبدالله عمر في الصف الثامن حديثه الى "النهار العربي". وقال إن "الخوف من توقف الدراسة هذه السنة حيث كانت توقفت في هذا الوقت أيضاً العام الماضي. فنحن لم نستكمل المنهاج المقرر بسبب الإضرابات ومشاكل البلد الكثيرة، وسندفع ثمن هذا التوقف لأننا لا نستطيع أن نتابع التعليم من بعد كما في الدول الأخرى".
ويضيف أنه "بسبب وصع الحرب في اليمن ومشاكل البلاد الكثيرة لا نستطيع حتى مواكبة التعليم وأخذ مقرراتنا من بعد كباقي طلاب العالم لذلك اذا توقفت الدراسة يعني أن درجات هذا الفصل ستكون تقديرية كالعام الماضي".
وما يزيد معاناة الطالب اليمني هو أنه بتوقف الدراسة والحضور إلى المدرسة يتوقف التعليم تماماً فلا توجد نوافذ أخرى للتعليم من بعد كباقي الدول التي استطاعت التغلب على الجائحة وجعل التعليم عبر منصات ألكترونية.
ويدور جدل كبير في العاصمة الموقتة عدن واستنفار لمواجهة الموجة الثانية لجائحة كورونا بعد الإعلان عن حالات جديدة في عدن والمحافظات المحررة، حيث وصل العدد التراكمي للإصابات الى 2285 حالة بينما وصل عدد الوفيات الى 634. وسُجلت يوم الأحد في 28 شباط (فبراير) الماضي 16 إصابة بفيروس كورونا موزعة بين محافظتي حضرموت والمهرة، بينما وصل عدد الوفيات الى 3 حالات في كل من حضرموت وتعز.
وتشير التقارير الى انتشار الموجه الثانية من الجائحة في شكل محدود في ظل وضع صحي متهالك ونقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية بسبب الحرب.
ودعا رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك الحكومة إلى ضرورة رفع حالة التأهب لمجابهة انتشار الموجه الثانية لفيروس كورونا في الاجتماع الذي عقده الأحد الماضي مع أعضاء لجنة الطوارئ. وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية لوقف انتشار الفيروس وتقييم وضع مراكز العزل، داعياً إلى تطبيق أعلى درجات الاحترازات الصحية والاستفادة من تجارب الدول الأخرى.
من جهته، قال وزير الصحة الدكتور قاسم بحيبح إن اليمن سيحصل على 20 في المئة من جرعات لقاح فيروس كورونا، وهو ما يقدر بـ12مليون جرعة تغطي 6 ملايين نسمة من سكان اليمن.
صالح محمد مدير إحدى المدارس الحكومية قال الى "النهار العربي": "إن ما نعانيه في المدراس الحكومية شيء يفوق التصور. عندنا في المدرسة أكثر من 400 طالب وفي كل قاعة هناك أكثر من 70 طالباً". وأضاف أن "مساحة كل صف دراسي صغيرة جداً وعلى كل كرسي يجلس طالبين أي انه لا يوجد أي تباعد اجتماعي وقائي بسبب ازدحام الطلاب وعدم توافر صفوف دراسية ومعلمين".
وناشد محمد وزير التربية وجميع المخلصين الوقوف معنا لحماية أولادنا من الوباء الذي يحصد المئات يومياً في العالم ولا يفرق بين كبير وصغير.
وتفتقر المدراس الحكومية في العاصمة الموقتة عدن لأبسط مقومات التباعد الاجتماعي والوقاية من انتشار الفيروس بسبب الإزدحام الكبير في الفصول الدراسية وعدم توافر أدوات تعقيم خاصة بالمدراس.