مجلة..

تقرير عربي: ما وراء هجمات الحوثيين على رأس تنورة؟

تقارير وحوارات
قبل 3 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

أكدت مجلة “جاينز” الأسبوعية المتخصصة بالأبحاث العسكرية أن الهجمات التي نفذها الحوثيين باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية تجاه المنطقة الشرقية في السعودية واستهدفت مواقع عدة خاصة بمنشأت تخزين النفط في منطقة رأس تنورة كان هدفها تشتيت أنظمة الدفاع الجوي وإبراز قدرة الحوثيين على إطلاق أكثر من 12 طائرة مسيرة ونحو 10 صواريخ بالستية مختلفة المدى في يوم واحد.

ديفيد دي دروش يقول الباحث العسكري في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا، والأستاذ المساعد بجامعة الدفاع الوطني الأمريكية ديفيد دي دروش لـ”كيوبوست” أن السعودية نجحت في التصدي للهجوم بشكل كبير بعد اعتراض أنظمة الدفاع السعودية مؤكداً على أن الهجوم هدفه الرئيسي هو ممارسة مزيد من الضغوط على السعودية في المفاوضات من أجل تقديم مزيد من التنازلات بما يحقق مصالح الحوثيين.

طريقة التصدي السعودي للهجمات يجب أن تدفع المسؤولين الأمريكيين لإلقاء النظر بشكل دقيق على الأنظمة الدفاعية التي تم استخدامها في التصدي للهجوم الحوثي بحسب تحليل مايكل نايتس زميل في برنامج الزمالة “ليفر” في معهد واشنطن ومقره في بوسطن، والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، والذي يؤكد أن أنظمة الصواريخ التي تصدت للهجوم من الأسلحة التي يثار بشأنها الجدل بشكل مستمر في الكونجرس باعتبار أنها “أسلحة هجومية” مثل صواريخ إيه آي إم -9 سايدويندر.

ترجع مجلة جاينز الغرض من الهجوم الحوثي على السعودية إلى الرغبة في إظهار القدرة على ضرب منشآت تخزين النفط الحيوية لاستمرارية العمل في منشآت تصدير النفط السعودي في رأس تنورة، مشيرة إلى أنه في حال تعطلت هذه المنشآت ستبقى المملكة قادرة على تصدير النفط عبر بنى تحتية أخرى مثل خط أنابيب شرق – غرب (الذي تم استهدافه في يونيو 2019) وموانئ أخرى على الخليج.

تشجع حوثي

شجع إزالة اسم الحوثيين من قوائم الإرهاب الأمريكية الجماعة اليمنية على القتال ضد أهداف سعودية والتصعيد ومحاولة الاستيلاء على محافظة مأرب بحسب الدكتور ثيودور كاراسيك، كبير مستشاري شركة Gulf State Analytics في واشنطن الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن قدرات الحوثيين على مهاجمة السعودية بالأسلحة تعتبر تهديد خطير وكبير بسبب امتلاكهم مجموعات كبيرة ومتنوعة من المقذوفات بما يهدد ليس فقط المملكة ولكن الاقتصاد العالمي أيضاً.

يؤكد مايكل تيس على أن الهجوم الأخير هو بمثابة جرس انذار يجب النظر إليه باعتبار أن الهجوم كان محاولة لتكرار ما حدث عام 2019 بمهاجمة المواقع النفطية مشدداً على أن الهجوم لو نجح لتسبب في اضرار كبيرة بصدرات النفط العالمية.

تشير مؤسسة ” IHS Markit” إلى المخاطر الشديدة على النفط والطيران والبنى التحتية البحرية السعودية، مؤكدة على أن أي استهداف مستقبلي لمنشآت أرامكو من المرجح أن يؤثر بشكل سلبي على الشركة السعودية مع الإشارة إلى أن سعة خزانات رأس تنورة للنفط الخام تصل إلى 33 مليون برميل وتخزن فيها مختلف درجات النفط الخام السعودي إلى جانب المشتقات المكررة والمنتجات المتكاثفة.

رسائل تصعيدية

يعتبر مايكل تيس في مقاله التحليلي الهجمات الحوثية على السعودية والتصعيد في مأرب رسالة تصعيدية من الحوثيين إما لتحقيق نصر شامل أو امتيازات أفضل على طاولة المفاوضات محذراً من تداعيات استمرار الهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات بدون طيار.

يشير ثيودور إلى أن الطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين تم تصنيعها في إيران بشكل أو بآخر سواء من خلال تصنيعها كأجزاء وتجميعها في اليمن أو تصنيعها في اليمن على النماذج الإيرانية وهو  ما يتطلب ضرورة العمل على منع تملك الحوثيين لهذه التقنيات.

يؤكد كبير مستشاري شركة Gulf State Analytics في واشنطن على أن الأمر لم يعد يتحمل بالنسبة للإدارة الأمريكية التي يجب عليها التحرك في هذا الملف بشكل أكثر فاعلية مشيرة إلى أن التحركات الأمريكية عبر الأطراف الفاعلة محليا مع تواصل العمل لإيصال البضائع الإنسانية أمر مهم لكن يبقي السؤال قائما هل هذه التحركات ستؤدي لوقف نشاطات الحوثيين أم لا.

يشدد ديفيد دي دروش على الالتزام الأمريكي بحماية الأمن في الخليج وهو ما جرى التأكيد عليه بشكل متكرر مشيراً إلى أن الهجمات الحوثيثة هدفها في المقام الأول ممارسة مزيد من الضغوط في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الرئيس بايدن على بحث الطريقة الأمثل في التعامل مع إيران وملفها النووي وما يشكله خطورة على المنطقة.