عدن بلا كهرباء على أبواب صيف حار

تقارير وحوارات
قبل 3 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

لا يمر يوم واحد على العاصمة اليمنية الموقتة عدن من دون انقطاع في الكهرباء. وقد تشهد في اليوم الواحد أكثر من ثلاثة الى أربعة انقطاعات يصل مجموعها أحياناً الى 15 ساعة. 

 

ويعاني أهالي عدن من تداعيات الانقطاع المتكرر ويتخوفون من الأسوأ مع اقتراب فصل الحر.

 

"في كل عام تخدرنا الحكومة بوعود كاذبة بتحسين خدمة الكهرباء، لكنها في الواقع غير صحيحة، بل هي في هذا العام أسوأ"، يقول المواطن أيمن سالم ذو الـ60 عاماً لـ"النهار العربي".

 

يضيف أيمن الذي يقطن المدينة القديمة في عدن (كريتر): "أنا وغيري الكثير من أبناء عدن نعاني من معضلة الكهرباء التي تتراجع في كل عام للأسوأ، ففي هذا العام تنقطع خمس ساعات مقابل ساعتي تغذية في عز الشتاء فكيف سيكون الصيف هذا العام؟".

ويتابع: "الناس تموت هنا من شدة الحمى وارتفاع الضغط". 

 

وتدهورت منظومة الكهرباء في عدن أخيراً وباتت تخرج عن الخدمة كلياً تزامناً مع حلول فصل الحر منذرة بصيف كارثي قد تعيشه المدينة.

 

ويعزو سكان العاصمة السبب الرئيسي في مشكلة الكهرباء سنوياً إلى عدم اكتراث المسؤولين واستهتارهم باحتياجات الناس الضرورية لخدمة الكهرباء، وباتوا يفقدون الأمل يوماً بعد آخر في قدرة الجهات المعنية على معالجة المشكلة.

 

وأكد وزير الكهرباء أنور كلشات أن "المهمة ليست سهلة، وقطاع الكهرباء مهم وحيوي يلامس حياة المواطن مباشرةً"، متعهداً بذل كل ما في وسعه لتحسين خدمة الكهرباء وزيادة الطاقة الإنتاجية من خلال العمل المشترك إلى جانب كل العاملين في الوزارة.

 

وبرغم تعهد الوزير ببذل الجهود لتحسين الكهرباء، إلا أن المواطن لم يلحظ أي تحسن في التغذية بالتيار، بل إن الانقطاع استمر بشكل أكبر بسبب أعذار تسوقها الحكومة اليمنية، منها صعوبة وصول المشتقات النفطية الخاصة بتوليد الكهرباء.

 

وأصبحت منظومة الكهرباء وشبكاتها متهالكة وغير قادرة على نقل التيار الكهربائي نقلاً صحيحاً بحكم انتهاء عمرها الافتراضي، في ظل غياب تام لأي حلول جذرية من الحكومة اليمنية.

 

ويرى مختصون أن الحل هو بإعداد الجهات المعنية دراسات تشمل التكاليف اللازمة للمشاريع العاجلة المطلوبة لمنع انهيار المنظومة الكهربائية تماماً. ويلفتون إلى أن بعض محطات كهرباء عدن تلزمها صيانة فورية، وأخرى مهددة بالتوقف لافتقارها إلى قطع الغيار، مؤكدين أن توقفها يعني نقصاً متزايداً في الطاقة التوليدية، ما يفاقم مأساة المواطن.

 

ويتوقع هذا الصيف 2021 توليد نحو 148 ميغاوات، بينما تحتاج عدن إلى ما يقارب 560 ميغاوات.

 

والمشكلة الأكبر في تدهور منظومة الكهرباء هي أن الحكومة لم تقر أي برامج صيانة للمحطات العاملة في فصل الشتاء والتي كان المفترض أن تبدأ في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، ولم يتم توفير أي قطع غيار لمحطات الطاقة المشتراة من الملاك (طاقة كهربائية تستأجرها الحكومة اليمنية لزيادة التوليد الكهرباء). فعلى سبيل المثال، محطة السعدي التي تم التعاقد معها على 60 ميغاوات لن تنتج 30 ميغا بحلول الصيف، نظراً الى النقص في قطع الغيار والمولدات.

 

ومحطة الحسوة (محطة حكومية) تعمل بقدرة 25 ميغاوات فقط، ومحطة المنصورة (حكومية) لا يعمل بها الآن سوى مولدين، الأول بقدرة 6 ميغاوات والثاني بقدرة 5.8 ميغاوات، ويمكن أن يخرجا عن الخدمة في أي لحظة.

 

وتحتاج عدن والمحافظات المجاورة إلى مشروع استراتيجي شامل من التوليد بالغاز، وإلى شبكات توزيع ذكية حديثة، وإلى تحصيل الفواتير من المواطنين والتجار والمعسكرات والحكومة، فالمنظومة بكاملها موقتة ومتهالكة، وستنهار تدريجياً.

 

ودخلت الكهرباء الى عدن في وقت قديم، إذ أنشئت أول محطة كهرباء في شبة الجزيرة العربية عام 1926 إبان الوصاية البريطانية على عدن والمحميات الشرقية والغربية