يدخل ملعب الشهيد الحبيشي ، أو الملعب البلدي سابقا، محطة غير مسبوقة في تاريخه، من خلال اكتمال مشروع إعادة التأهيل الذي بدأته وزارة الشباب والرياضة في يوليو 2017، والذي شمل كافة مرافقه ومكوناته بشكل متزامن لأول مرة، بعد أن شهدت المرات السابقة تأهيل بعض تلك المرافق بصورة منفصلة، وبفارق زمني كبير.
ومنذ تدشينه للمرة الأولى في العام 1905 والذي تزامن مع تأسيس النواة الأولى لأقدم الأندية في الوطن ، وعلى مستوى الجزيرة والخليج العربي ، مر الملعب الرئيس في العاصمة المؤقتة عدن بكثير من المحطات التي ساهمت في اكتمال هيئته الحالية ، ومنها أول مراحل التأهيل وبناء المدرجات عام 1974، والتي اعقبتها مباراة منتخب الشطر الجنوبي من اليمن حينها مع المنتخب العراقي وانتهت لصالح اليمن (2/ صفر)، ثم وبعد فترة زمنية تم تركيب الإنارة للمرة الأولى عام 1985، وزراعة أرضيته بالعشب الطبيعي عام 1989.
اللمسات الأخيرة ويشهد الملعب العتيق هذه الأيام وضع اللمسات الأخيرة لأعمال تركيب الإنارة ليكتمل بذلك عقده الفريد، حيث من المقرر أن تدخل الخدمة الفعلية قبل حلول شهر رمضان المقبل.
وتجري أعمال تركيب الإنارة بشكل متسارع، بعد أن تعرضت للإتلاف والتخريب ، كما اعيد توصيل كافة الخدمات الأساسية، لضمان الجاهزية التامة للملعب قبل استضافه البطولات الرسمية .
وفي نوفمبر من العام الماضي 2020 ازاح مسؤولون في وزارة الشباب والرياضة والسلطة المحلية في محافظة عدن، الستار عن اللوحة التذكارية للملعب ايذانا بافتتاحه بعد اكتمال مشروع التأهيل الذي مولته الحكومة بكلفة بلغت قرابة (مليار ريال يمني) وأشرفت عليه وزارة الشباب والرياضة.
ودشن الملعب وقتئذ بإقامة مباراة جمعت بين قطبي كرة القدم في العاصمة المؤقتة وحدة عدن والتلال، بحضور رسمي وجماهيري كبير ، ووسط أجواء احتفالية جسدت البهجة بعودة هذا الصرح الرياضي إلى الحياة بعد أكثر من 7 سنوات من الإغلاق .
وشملت المرافق التي أعيد تأهيلها ، منصة كبار الضيوف المجهزة بـ (157) مقعدًا، واستحداث غرف اللاعبين والحكام والطواقم الإدارية والفنية ، وتركيب 5200 كرسيًا للجماهير، بدلا عن المدرجات الاسمنتية السابقة، بالإضافة إلى فرش أرضية اللعب بالعشب الاصطناعي، وأعمال التمديدات لشبكة الخدمات والمرافق الملحقة .
اهتمام حكومي كبير وفي تعليق له بمناسبة انتهاء الأعمال وافتتاح الملعب رسميا ، قال وزير الشباب والرياضة نايف البكري،" ان تأهيل ملعب الشهيد الحبيشي يجسد الاهتمام والرعاية التي توليها القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي ، ورئيس الحكومة د. معين عبدالملك بالشباب والرياضيين ، رغم الأوضاع التي تعيشها البلاد بفعل الحرب المدمرة لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران ومشروعها الكهنوتي الذي تستهدف به الوطن والشعب" .
وأشار الى تعاون الحكومة وتفهمها لأهمية استكمال هذا المشروع بالنسبة للشباب في عدن والوطن بشكل عام .
واعتبر الوزير البكري ، ان إعادة افتتاح الملعب يمثل عودة لرياضة كرة القدم إلى مسارها الطبيعي بعد الدمار الذي خلفته الحرب، والاستهداف المتعمد لبنيتها الأساسية، والمنشآت الرياضية بشكل خاص .
وقال، "نظرا لمكانة الملعب التاريخية، فقد مثل خروجه عن الجاهزية بسبب تقادم السنين، صدمة لعشاق كرة القدم، الأمر الذي استدعى إعادة تأهيله لاعتبارات رياضية ووطنية وتاريخية". من ناحيته، أكد القائم بأعمال وكيل قطاع المشاريع بوازرة الشباب والرياضة محسن بيبك، أهمية إعادة تأهيل الملعب الذي يعتبر أحد الرموز المهمة في عدن وعلى مستوى رياضة الوطن بشكل عام.
ونوه ، بالجهود التي بذلت من أجل الانتهاء من مشروع التأهيل ، والصعوبات التي واجهته، والتي تم التغلب عليها بفضل الاهتمام والمتابعة الحثيثة الوزير نايف البكري، وإصراره على إتمام الأعمال وانجازها بشكل كامل، وبمواصفات عالية.
وقبل الاحتفال بالتدشين الرسمي للملعب ، ومن ثم اكتمال تجهيزاته بالانتهاء من أعمال تركيب الإنارة التي أنجزت بتعاون مثمر بين وزارتي الشباب والرياضة والمالية ، تعرض المشروع لتوقفات كثيرة بفعل الصعوبات الناتجة عن تأخر المستخلصات، وتأثرها بتقلبات سعر الصرف للعملة الأجنبية، غير أن جهود وزارة الشباب والرياضة والوزير نايف البكري ، نجحت في تذليل تلك العقبات ، وساهمت في تواصل الدوران لماكينة العمل حتى أصبح ذلك الملعب المتهالك أقرب إلى لوحة جمالية ذات ألوان زاهية ، وبمرافق نموذجية مكتملة، يضاهي بها الكثير من الملاعب التي كان النظر إليها يبعث في النفس الحسرة والتمني.