عمان تأمل نتائج مرجوة لمساعيها في اليمن

تقارير وحوارات
قبل 3 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

وسط تبادل للاتهامات بين الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيات الحوثية على خلفية المساعي الرامية إلى وقف الحرب واستئناف مشاورات السلام على ضوء المبادرة السعودية الأخيرة، أعلنت سلطنة عمان في بيان رسمي أمس، أنها تأمل بتحقيق نتائج مرجوة لمساعيها في القريب العاجل.

 

جاء ذلك في وقت تكثف فيه الميليشيات المدعومة من إيران من هجماتها البرية والصاروخية باتجاه مأرب وتصعد من خروقها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، حيث الساحل الغربي للبلاد، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري للجيش اليمني.

 

وذكرت الخارجية العمانية في بيانها، أن «السلطنة مستمرة في العمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية والمبعوثين الأممي والأميركي الخاصين باليمن والأطراف اليمنية المعنية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة القائمة في الجمهورية اليمنية». وأضافت، أنها «تأمل بأن تحقق هذه الاتصالات النتيجة المرجوة في القريب العاجل، وبما يعيد لليمن أمنه واستقراره ويحفظ أمن ومصالح دول المنطقة».

 

بيان الخارجية العمانية جاء في وقت يواصل فيه المبعوثان، الأممي مارتن غريفيث والأميركي تيموثي لندركينغ مساعيهما في المنطقة؛ أملاً بإقناع الحوثيين بالموافقة على المبادرة السعودية التي تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وفتح مطار صنعاء إلى وجهات محددة، وتخصيص موارد الحديدة لدفع رواتب الموظفين المدنيين، ومن ثم العودة لاستئناف مشاورات الحل الشامل.

 

وعلى رغم التفاؤل الأممي والدولي بحدوث اختراق، فإن شكوكاً تسود في الشارع السياسي اليمني بعدم جدية الحوثيين في الموافقة على المبادرة السعودية أو السعي لوقف الحرب والهجمات الصاروخية على الأعيان المدنية في اليمن ومناطق المملكة. وكان المتحدث باسم الجماعة الحوثية والمسؤول الفعلي عن «خارجيتها» محمد عبد السلام فليتة المقيم في سلطنة عمان، أطلق تصريحات فُهم منها رفض الجماعة للمساعي الأممية والأميركية.

 

واعتبر فليتة عبر «تويتر»، أنه «لا مكان لأنصاف الحلول فيما يتعلق بالوضع الإنساني»، وأن موقف جماعته لن يقبل «إخضاعه لأي مقايضة بالمطلق»، في إشارة إلى سعي جماعته لتجزئة المبادرة السعودية لتنفيذ الشق الإنساني والمراوغة بشأن الملفين العسكري والسياسي.

 

وبالتزامن، كثفت الميليشيات الحوثية من هجماتها البرية والصاروخية باتجاه مأرب. وأفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني، بأن الميليشيات استهدفت، أمس، حياً سكنياً في المدينة بصاروخ باليستي؛ ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ستة آخرين، بينهم طفل.

 

وتعليقاً على القصف، قال وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، إن «استمرار استهداف ميليشيا الحوثي الممنهج للأحياء السكنية والمدنيين في مدينة مأرب بالتزامن مع تصعيدها العسكري المتواصل في مختلف جبهات المحافظة يمثل تهديداً خطيراً لحياة الملايين من أبنائها والأسر النازحة في مخيمات النزوح والتي تشكل 60 في المائة من إجمالي النازحين في اليمن».

 

إلى ذلك، أفاد الإعلام العسكري بأن العشرات من عناصر الميليشيات قُتلوا، أمس، وجرح آخرون بنيران الجيش ورجال المقاومة وطيران تحالف دعم الشرعية في جبهة الكسارة غربي محافظة مأرب.

 

ونقل الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر نت» عن مصدر عسكري قوله، إن القوات استعادت إثر المعارك ثلاث مدرعات وخمس عربات قتالية، وأسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر والأسلحة المتنوعة.

 

هذه التطورات الميدانية واكبتها خروق مستمرة للميليشيات في محافظة الحديدة. وذكر الموقع الرسمي لألوية العمالقة، أن «القوات المشتركة تمكنت من كسر زحف حوثي واسع جنوب شرقي مدينة حيس، حيث دفعت الميليشيات بمجاميع من منطقة نخلة في محاولة مستميتة منها لاختراق خطوط التماس، لكنها لم تحقق أي تقدم يذكر».

 

وفي حين شنّت الميليشيات قصفاً عنيفاً على أحياء سكنية في مديرية التحيتا جنوبي الحديدة، أفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن هجمات الحوثيين وخروقهم تسببت بمقتل وإصابة 18 مدنياً خلال شهر واحد أغلبهم في مديرية حيس.