أقرت إيران بتعرض سفينتها "ساويز" لهجوم في البحر الأحمر أسفر عن أضرار طفيفة، فيما أكدت إسرائيل تصميمها على حماية مصالحها الأمنية.
ورجحت تقارير إمكانية وقوف إسرائيل خلف الهجوم كرد فعل انتقامي ضمن ردها على استهداف سفينة إسرائيلية في بحر العرب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إنّ "السفينة ساويز تعرضت لانفجار في البحر الأحمر عند سواحل جيبوتي صباح الثلاثاء"، حسبما نقلت قناة "برس تي.في" الإيرانية.
وأضاف أن الانفجار أسفر عن "أضرار طفيفة في السفينة"، نافيا سقوط ضحايا من أفراد طاقمها.
كما شدد خطيب زادة على أن ساويز "سفينة مدنية تشارك في مهام حماية السفن الإيرانية من القرصنة البحرية"، حسب المصدر ذاته.
ولفت إلى أن السلطات الإيرانية ستبدأ التحقيق في الواقعة، دون تحميل أي جهة المسؤولية.
ويأتي الحادث في ظل أجواء من التوتر المتزايد في المجال البحري بين إيران وإسرائيل، بعد تبادل البلدين منذ بداية مارس الماضي اتهامات باستهداف سفن تجارية.
وأشارت عدة تقارير إعلامية إلى أنّ السفينة "تستخدم من قبل الحرس الثوري الإيراني كقاعدة بحرية ولدعم عمليات المتمردين الحوثيين في اليمن"، ووصفتها تقارير أخرى بأنها "قاعدة عسكرية".
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الحادث "وقع بسبب انفجار ألغام لاصقة بهيكل السفينة"، مشيرة إلى أن السفينة "تتولى مهمة إسناد قوات الكوماندوس الإيرانية العاملة في حماية السفن التجارية الايرانية خلال السنوات القليلة الماضية".
وذكر موقع "مارين ترافيك" المتخصص في متابعة حركة الملاحة البحرية أن السفينة ساويز مخصصة لنقل البضائع، وتعود ملكيتها إلى الشركة الإيرانية للنقل البحري، وتم بناؤها العام 1999.
وامتنع وزير الدفاع الإسرائيلي عن الاعتراف مباشرة بوقوف إسرائيل وراء الهجوم على السفينة الإيرانية، مؤكدا أن بلاده ستواصل الدفاع عن مصالحها الأمنية أينما سيتطلب منها ذلك.
وقال غانتس "يتعين على دولة إسرائيل الاستمرار في الدفاع عن نفسها، ولا نخفض مستوى التأهب في أي لحظة، سنواصل تنفيذ عمليات هجومية، وسننفذها بشكل صحيح".
وفي حين لم توجه إيران أصابع الاتهام إلى أي طرف، تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولية إسرائيل عن الهجوم.
وأوردت الصحيفة أن الهجوم نفذه "إسرائيليون"، ناقلة عن مسؤول أميركي لم تسمه قوله إن تل أبيب أبلغت واشنطن بأن "قواتها ضربت السفينة".
وأضاف المسؤول أن "الإسرائيليين أفادوا بأن الهجوم هو رد على هجمات إيرانية سابقة ضد سفن إسرائيلية، وأن ساويز تضررت ما دون مستوى المياه".
وسبق لإيران أن ألمحت إلى إمكان ضلوع إسرائيل في عمليات طالت سفنا لها.
وقال رام بن باراك، النائب الحالي والمسؤول السابق في جهاز "الموساد" الإسرائيلي، "لا أعرف ما إذا كانت المعلومات حول استهداف سفينة ساويز صحيحة أم لا".
وتابع "لكن في حال صحّت، يبدو أن أحدا ما يريد أن يجعل الإيرانيين يدركون أننا نعرف أيضا كيفية التسبب في أضرار للسفن أينما كانت، ويجب عليهم أن يكونوا حذرين".
ولم تؤكد واشنطن صحة المعلومات، فيما اكتفت القيادة المركزية الأميركية بإصدار بيان قالت فيه إن واشنطن "تتابع تغطية إعلامية عن حادثة تتعلق بالسفينة ساويز في البحر الأحمر".
وأضافت "يمكننا التأكيد أنه لم تشارك أي قوات أميركية في الحادث"، مشيرة إلى أن القيادة "ليست لديها معلومات إضافية لتقديمها".
وقبل نشر نبأ الهجوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات لنواب حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه، إنه يجب عدم العودة إلى الاتفاق النووي "الخطير".
وأضاف "بالتوازي مع ذلك، علينا مواصلة التصدي للسلوك العدائي اِلإيراني في منطقتنا. وهذا التهديد ليس مسألة نظرية. أنا لا أقول كلاما بلاغيا. يجب أن نتحرك في مواجهة النظام المتعصب في إيران والذي يهدد بكل بساطة بمحونا من على وجه الأرض".
وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها سفن إيرانية لاستهدف، بينما تحدث مسؤولون إيرانيون سابقا عن الاشتباه بـ"تورط إسرائيلي" في شن هجمات على سفن تتبع طهران.