ما بين الاختطاف والاغتصاب والتعذيب تعيش النساء النيجيريات فى قبضة جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، إذ قدرت تقارير دولية تعرض أكثر من خمسة آلاف امرأة وفتاة لانتهاكات جسيمة على يد الجماعة الموالية لتنظيم «داعش».
ووفق تقرير لمنظمة العفو الدولية، ارتكبت «بوكو حرام»، عمليات اختطاف واغتصاب ضد النساء، فضلًا عن إجبارهن على القيام بعمليات انتحارية، مستغلة في ذلك، الثغرات الأمنية وعجز الحكومة النيجيرية عن إنقاذهن.
أعيدوا لنا فتياتنا
بحسب تحقيق استقصائي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، فإن «بوكو حرام» قامت منذ عام 2014، بخطف ما يقرب من ألف فتاة، أغلبهن في عمر 16 و 18 عامًا.
وكانت الجماعة الإرهابية تتعمد خطف الفتيات من المدارس المتخصصة في التكنولوجيا والعلوم والهندسة، لاستخدامهن في العمليات والهجمات، ومنذ ذلك الحين أطلق السكان حملة تحت اسم «اعيدوا لنا فتياتنا».
واستخدمت «بوكو حرام» العنصر النسائي، واجهة أمامية للإرهاب، فى عمليات نقل السلاح والمؤن والنقود، وفي يونيو 2014 قامت الحركة بأول تفجير انتحاري بواسطة فتاة، وبعده تزايدت تفجيرات العناصر النسائية في شمال البلاد بشكلٍ كبير مستهدفةً الأسواق والمدارس والثكنات العسكرية.
وأوضحت دراسة صادرة عن «مركز محاربة الإرهاب في ويست بوينت» بالولايات المتحدة في 10 أغسطس 2017، أن العمليات الانتحارية التي نفذتها جماعة «بوكو حرام» اعتمدت في غالبيتها على النساء أكثر من الرجال خلال السنوات الثلاث الماضية، أي منذ اختطاف تلميذات تشيبوك عام 2014
وبين أبريل ويونيو 2017، بلغ مجموع الانتحاريين الذين أرسلتهم الجماعة لإصابة 247 هدفًا مختلفًا، 434 عنصرًا، منهم 244 امرأة، أي نسبة 56 في المائة من مجموع الانتحاريين.
وأوضحت الدراسة، أن الجماعة تدفع للانتحارية مبلغًا زهيدًا حوالى 64 سنتًّا أمريكيًّا لشراء وجبة غداء قبل تنفيذ العملية.
اختطاف الفتيات اليتيمات
أوضحت الشرطة النيجيرية، أن الجماعة تتعمد خطف الفتيات اليتيمات، اللاتي قُتل آباؤهن، ومن ثم إرسالهن إلى معسكرات تابعة للجماعة، ويتم تزويجهن.
وتكون مهمة هؤلاء الأساسية في التنظيم، التأثير على عقول الفتيات ومحاولة تجنيدهن لصالح الجماعة، لأن هؤلاء اليتيمات وبالأخص من يقومون بالزواج منهن وينجبون منهن، لا يدفعن بهن للقتال في الصفوف الأمامية.