يحتفل اليمنيون بعد أيام بعيد الفطر المبارك وهي المناسبة الدينية التي ينتظرها ملايين المسلمين في شتى بقاع الأرض لإحيائها في كل بلد بطريقتهم وتقاليدهم الخاصة، لكن هذا العيد يطل على اليمنيين في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية وحرب مستمرة منذ ما يُقارب السبعة أعوام.
مع استمرار هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد الممزق جراء حرب عبثية افتعلتها الميليشيات الحوثية على اليمنيين في آذار (مارس) 2015 والمستمرة حتى اليوم، تستعد آلاف الأسر اليمنية للاحتفال بالعيد والفرح بالإمكانات المتاحة.
اليمن حاله كحال عدد من الدول الشقيقة التي مزقتها الحروب وقضت على حياتها ورونقها وجمالها إلا أن إصرار اليمنيين على إحياء المناسبات الدينية والعامة يظل رمزاً تستند إليه هذه البلاد الطيبة.
ففي المناسبات الدينية والعامة يسعى الأهالي في العاصمة الموقتة عدن، لإظهار ملامح البهجة والسرور والتكافل الاجتماعي من خلال إحيائها وفق ما تقتضيه العادات والتقاليد الموروثة.
"نحيي أيام العيد بالفرح والسرور والزيارات العائلية والتنقل في متنفسات عدن التي تبهرنا بجمالها كل يوم"، بهذه الكلمات عبرت أرزاق أحمد لـ"النهار العربي" عما تعنيه هذه المناسبة لليمنيين. وقالت: "نحن في عدن نحيي أيام العيد بالتكافل الاجتماعي والمحبة التي نعطيها للجميع بإحياء المناسبة، من تجمعات على مستوى الأسر ولقاءات على مستوى الحي والعمل". وأضافت: "أنا كأي فتاة في عدن أحيي أيام العيد متنقلة بين الأهل والجيران والأقارب راسمة البسمة على شفاف الصغار الذين أحبهم وأحياناً أتنقل في ربوع المدينة الجميلة التي تسعد كل من قصدها".
ويحيي اليمنيون أيام العيد متنقلين بين الأحياء متبادلين الزيارات لتقديم التهاني، مسامحين أنفسهم ومجتمعهم في التلاقي بتجمعات متنوعة تجد فيها كل فئات المجتمع.
"أعمل على تحضير "أكلات" متنوعة للعيد رغم أنها أصبحت مكلفة في الوقت الحالي مع هذا الغلاء وانقطاع الرواتب، لكني أريد أن أسعد أولادي بهذه الحلويات في أيام العيد" هكذا قالت أم محمد لـ"النهار العربي" حين سُئلت عن أيام العيد في عدن. وأضافت: "كانت أيام العيد في عدن جميلة جداً نحييها بالأهازيج والفرح وصنع الطعام المتنوع والملابس الجديدة لكننا اليوم افتقدنا الكثير من هذه العادات بسبب الظروف القائمة".
وتتوافد خلال أيام العيد، مئات الأسر اليمنية إلى العاصمة الموقتة عدن، لقضاء إجازة العيد متنقلين بين حدائق المدينة وسواحلها الجميلة التي تجذب الجميع وتريح الأنفس رغم استمرار الحرب والوضع الاقتصادي والأمني والواقع الاجتماعي المزري في البلاد.
ومن بين عادات العيد التي تثقل كاهل أرباب الأسر، شراء الملابس الجديدة والحلويات والمكسرات ووجبة الزربيان العدنية التي يستمتع بها الأهالي في أيام عيد الفطر والرحلات العيدية التي تضاعف الأعباء على الأهل في ظروف معيشية صعبة ومعقدة للغاية.
وتشهد الأسواق اليمنية ازدحاماً غير مسبوق هذه الأيام لشراء متطلبات العيد للأطفال لضمان استمرار فرحتهم بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
وتلقي الأوضاع الاقتصادية الصعبة بظلالها على المواطن اليمني حيث تمنعه من استمرار الفرح بالعيد الذي طالما ينتظره الأهالي بين الحين والآخر متمنين انتهاء الحرب.