أفاد أحدث تقرير لمنظمة يونيسيف بأن الصراع في اليمن الممتد للسنة السابعة على التوالي جعل الأطفال أكبر الضحايا، إذ إن أكثر من مليوني طفل (فتيان وفتيات في سن الدراسة) خارج المدارس بسبب الفقر والنزاع وانعدام فرص التعليم.
ويعد هذا العدد - وفق التقرير - أكثر من ضعف عدد الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس في عام 2015، حين بلغ عددهم 890 ألف طفل. وبحسب تقرير يونيسف الصادر هذا الأسبوع بشأن تأثير النزاع على تعليم الأطفال في اليمن، فإن القلق يتزايد لأن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس أو الذين تسربوا من مدارسهم في الآونة الأخيرة قد لا يعودون للدراسة إطلاقاً إذا لم يتم دعمهم بشكل صحيح.
ويذهب التقرير إلى أن اليمن لا يزال يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج ثلثا السكان، أي ما مجموعه 20.7 مليون شخص، إلى مساعدة إنسانية عاجلة نتيجة حالات الطوارئ المتعددة مثل النزاعات والأوبئة والكوارث الطبيعية.
وتزداد حدة الفقر في البلد، إذ تشير أحدث البيانات إلى أن نحو نصف السكان كانوا في عام 2014 يعيشون تحت خط الفقر. وفي الوقت الراهن تشير التقديرات إلى أن معدلات الفقر على الصعيد الوطني ارتفعت إلى نحو 80 في المائة، ومن بين كل 10 أطفال، يعيش أكثر من 8 أطفال لدى أسر ليس لديها دخل كافٍ لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وتفاقم الوضع الصعب أصلاً بسبب جائحة (كـوفيد - 19)، كما جاء في التقرير، ما أدى إلى «توسيع دائرة الفقر لتشمل المزيد من الناس». وحذرت «يونيسف» من أن «الآثار الجانبية للجائحة ستكون كبيرة على الأطفال ومن المرجّح أن تتطلب تنفيذ استجابة على المدى الطويل».
ووفقاً للتقرير، لم يتسلم أكثر من 171 ألف معلم ومعلمة (ثلثا العاملين في مجال التعليم) رواتبهم بشكل منتظم لمدة أربع سنوات، واضطر المعلمون للتوقف عن التدريس لإيجاد سبل أخرى لإعالة أسرهم، الأمر الذي يعرّض ما يقرب من أربعة ملايين طفل إضافي لخطر فقدانهم فرص الحصول على التعليم.
ويعاني أكثر من 523 ألف طفل نازح في سن الدراسة من صعوبة الحصول على التعليم بسبب عدم وجود مساحة كافية في الفصول الدراسية الحالية، فقد تضررت المدارس وتم استخدامها من قبل قوات مسلحة أو استوطنتها العائلات النازحة، كما فقد معلمون وطلبة حياتهم، وجُرحوا أو أصيبوا بصدمات نفسية، بحسب التقرير الأممي.
ويورد التقرير أنه مع تزايد عدد السكان، يحتاج النظام التعليمي إلى استيعاب التزايد المستمر في عدد اليافعين والشباب. وبحسب التقديرات، بلغ عدد سكان اليمن 22.3 مليون نسمة عام 2007 ومن المتوقع أن يصل إلى 47 مليون نسمة بحلول عام 2040.
وتحذر «يونيسف» في تقريرها من «فقدان جيل كامل من الأطفال اليمنيين فرصة استغلال طاقاتهم الكامنة إذا لم يتم في الوقت الراهن معالجة التحديات التي تقف أمام النظام التعليمي على نحو ملائم، وعلى المدى المتوسط إلى المدى الطويل».
ويشير التقرير إلى أن «الأطفال هم أول الضحايا لهذه الأزمة الفظيعة، حيث يحتاج 11.3 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية».
وفقاً لتقرير «يونيسف»، فإنه خلال الفترة الواقعة بين مارس (آذار) 2015 وفبراير (شباط) 2021، تم تجنيد أكثر من 3600 طفل في اليمن ضمن القوات والجماعات المسلحة. وفي عام 2013، انخرط 17 في المائة من أطفال اليمن ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً (3.1 مليون في المجموع) في عمالة الأطفال. ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من الأطفال العاملين في الوقت الراهن بسبب الانهيار الاقتصادي الذي يشهده اليمن.
وتشدد «يونيسف» في تقريرها على أن «التعليم الجيد هو حق لكل طفل، ويجب أن يضعه صناع القرار والمانحون كأولوية». ودعت إلى «وقف الهجمات على المدارس وأماكن التعليم».