تخسر ميليشيا الحوثي المزيد من أوراق الحل، وتضيق الخناق على نفسها مع مضاعفة تصعيدها الجنوني، واستهدافها للمدنيين مع كل تحركات دولية نحو السلام، حيث إن إعلانها في العديد من المناسبات ترحيبها بالحوار ما هو إلا مجرد أكاذيب مفضوحة ومكشوفة تريد بها ربح الوقت، إذ إن الإجرام الوحشي يعكس مدى انفلاتها من كل القيم والأخلاق والضوابط والاعتبارات الإنسانية، فهذه الميليشيا لن ترضخ للسلام بدون ضغط دولي حقيقي وقرارات رادعة أو حسم عسكري.
تحميل واشنطن الحوثي مسؤولية الإصرار على التصعيد ورفض مبادرات السلام، جاء ليؤكد أن هذه الميليشيا الانقلابية لا تتمرد على الشرعية فحسب، بل على المجتمع الدولي، وذلك من خلال رفضها تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا يمكن إنكار مجهودات المجتمع الدولي في بسط السلام، ومحاولة إحداث اختراق سياسي لفرض خيار الحوار، لكن الأمل يبدو بعيداً لتحقيق السلام؛ ذلك أنه لا يمكن الركون لنوايا الميليشيا في التعاطي مع أي مبادرة، فهي متعطشة للدماء، وحولت حياة اليمنيين إلى مأساة لم تعرف البلاد مثيلاً لها من قبل، حتى في أحلك الظروف، فكل مراحل الحوار معهم أفضت بكل أسف إلى مزيد من الدماء.
وغني عن القول، إن معركة مأرب والبيضاء ستكون بوابة إنهاء المشروع الحوثي، حيث انتفض أبناء اليمن وتوحدوا جميعاً، وسيجعلون الحوثيين يدفعون كلفة الحرب كاملة، حيث إن إنهاء الانقلاب الحوثي، هو السبيل الوحيد لهزيمة مشاريع الدمار والعنف والإرهاب الحوثي، وضمان عودة الأمن والاستقرار واستعادة الدولة اليمنية. ولا شك أن هزيمة الحوثيين ستجعلهم يندمون على تضييع فرصة السلام ورفضهم اليد الممدودة.