فرضت الميليشيات الحوثية معمميها في مصليات العيد في أكثر من منطقة يمنية خاضعة لها، ما أثار استياء واسعاً بين الأهالي، دفعهم إلى مغادرة المصليات وإعادة صلاة العيد، وفق ما أفادت به مصادر محلية، وتداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت المصادر أن مسلحي الجماعة الموالية لإيران منعوا إقامة صلاة العيد في عدد من مصليات ومساجد مدينة إب لإجبار السكان على الحضور إلى مصلى آخر حددته الجماعة، وحشدت إليه قادتها ومشرفيها وأتباعها للاستماع لخطبة طائفية، ألقاها معمم ينتمي إلى محافظة صعدة، حيث معقل زعيمها عبد الملك الحوثي.
وأوضح مصلون في إب حضروا صلاة وخطبة العيد بمصلى الميليشيات (وسط المدينة) أن المعمم الحوثي أقام خطبة واحدة بدلاً من خطبتين كما جرت العادة، الأمر الذي أثار استياء واسعاً في صفوف المصلين، ما اضطر الغالبية منهم إلى المغادرة نتيجة إصرار الجماعة على تمرير أفكارها الدخيلة على المجتمع اليمني.
وقال بعض المصلين، لـ«الشرق الأوسط»، إن خطبة العيد تلك تخللها التحريض على العنف والقتل والكراهية وتمجيد زعيم الجماعة وسلالته الطائفية.
وعدّ المصلون ذلك بأنه يندرج في إطار تكريس الجماعة لأساليبها الطائفية داخل المجتمع اليمني، ضاربة عرض الحائط بقرون من التعايش وتداخل المذاهب الدينية منذ أكثر من 1400 عام، معبرين عن رفضهم استغلال الانقلابيين لدور العبادة وتسخيرها لنشر الأفكار الطائفية.
وبالانتقال إلى محافظة الحديدة الساحلية، انتفض مصلون في أحد مصليات العيد بمدينة بيت الفقيه بذات المحافظة وباشروا بطرد معمم حوثي فرضته الميليشيات بالقوة عقب أدائه للصلاة خلافاً لما درج عليه أبناء المحافظة.
وشهد المصلى الذي اجتمع فيه الناس لأداء صلاة العيد انتفاضة عارمة فور شروع المعمم الحوثي بمخالفة المذهب المتعارف عليه في الصلاة؛ حيث اتهم جموع المصلين الميليشيات بمحاولة تجريف الدين والابتداع فيه بغية تضليل اليمنيين وخداعهم.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقاطع مصورة لانتفاضة المصلين في بيت الفقيه في وجه معمم الجماعة، مطالبين إياه بإعادة تأدية الصلاة من جديد كون صلاتهم السابقة معه غير صحيحة وباطلة.
وعلى مدى أعوام الانقلاب الماضية، ارتكبت الجماعة جملة من الجرائم والانتهاكات بحق المساجد ودور العبادة، منها منع إقامة الشعائر الدينية وتحويل بعض المساجد إلى قاعات للاجتماعات ومجالس لمضغ شجرة القات وساحات للهو والرقص ومخازن للأسلحة والعبوات المتفجرة ومعتقلات.
وفي مايو (أيار) المنصرم، اتهمت الحكومة اليمنية الميليشيات بمحاربة إقامة الشعائر الدينية في المساجد، مشيرة إلى تصاعد أعمال التعدي والتعسف الحوثية ضد بيوت الله، خصوصاً في رمضان الماضي.
ونددت الحكومة في بيان لوزارة الأوقاف والإرشاد بسلسلة اعتداءات الجماعة ضد المساجد ومنعها لإقامة الشعائر وممارسة القيود والمضايقات بحق السكان بمدن سيطرتها.
وذكر البيان أن الجماعة العنصرية تسعى جاهدة وبقوة السلاح لفرضِ رؤاها ومعتقداتها الخرافية التي تخالف العقيدة الإسلامية الصافية على اليمنيين، وامتدت لانتهاك حرمة بيوت الله نفسها رغم قدسيتها.
وأهاب البيان بضرورة التصدي لتلك الانتهاكات والتأكيد على حق اليمنيين في إقامة شعائر الله فيها انتصاراً للدين نفسه وقيمه السمحة ومبدأ التعايش ومساعدة اليمنيين في الحفاظ على سلامة عقيدتهم من استغلال الجماعة لثلاثي الجوع والفقر والحرب لفرض المعتقدات الإيرانية بالقوة.
ودعت الأوقاف اليمنية الاتحادات والجمعيات العُلمائية والدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، ومنظمة العالم الإسلامي، وهيئات كبار العلماء، ومنظمات حقوق الإنسان، وكل الدعاة والحقوقيين، وكل محبي الخير في جميع الأقطار الإسلامية وبلدان العالم، إلى إدانة الاعتداءات التي تمارسها جماعة الحوثي ضد اليمنيين ودور العبادة.