السيول تقتل 15 يمنياً وسط اتهامات للحوثيين بالإهمال

تقارير وحوارات
قبل سنتين I الأخبار I تقارير وحوارات

أفادت مصادر يمنية في صنعاء بأن سيول الأمطار التي شهدتها العاصمة، ومدن أخرى تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، قد تسببت بمقتل 15 شخصاً على الأقل، إلى جانب تهدم 12 منزلاً، بعضها فوق رؤوس ساكنيها، وسط اتهامات للميليشيات بإهمال أدى إلى طفح مياه المجاري، واختلاطها بمياه الأمطار.

وذكرت المصادر، في سياق حديثها إلى «الشرق الأوسط»، أن سيول الأمطار التي غمرت على مدى يومين ماضيين معظم شوارع وأحياء العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى أدت إلى إلحاق أضرار متفاوتة في الممتلكات العامة والخاصة، بينها منازل مواطنين ومبانٍ حكومية ومدن تاريخية وطرق وشوارع وجسور وأراضٍ زراعية، في ظل اتهامات متكررة لسلطة الميليشيات بتجاهل حجم المعاناة والكارثة.

وأشارت المصادر إلى أن السيول المتدفقة قد اجتاحت بعد اختلاطها بمياه المجاري شوارع وأحياء متفرقة في العاصمة مثل: المطار ومذبح والسنينة وشميلة والتحرير وباب اليمن والحثيلي وشعوب وشوارع الخمسين وهائل وخولان وتعز وغيرها.

وفي سياق متصل، شكا مواطنون وسكان بأحياء في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تضرر منازلهم وأحيائهم جراء استمرار تدفق الفيضانات، وغياب التصريف الصحي، وتكديس الأتربة والأحجار، الأمر الذي شكل مساحات مائية طينية أعاقتهم وأسرهم عن ممارسة حياتهم المعتادة.

وأفاد بعض السكان بأن استمرار تغاضي قادة الجماعة الحوثية، وعدم تحريكهم أي ساكن لحماية اليمنيين وممتلكاتهم جراء المنخفض الجوي الذي ضرب -ولا يزال- عدة مناطق، فضلاً عن تفاقم مشكلة طفح مياه الصرف الصحي التي تزامنت مع التدفق اليومي الكثيف لمياه الأمطار.

وأشاروا إلى أن ذلك الإهمال المتعمد من قبل سلطة الحوثيين عرضهم لمعاناة وصعوبات عدة، منها إغلاق طرقات وشوارع بعد تحولها إلى بحيرات ومستنقعات تكتظ بالمياه الملوثة والبرك الطينية التي علقت بها النفايات، مؤكدين في الصدد ذاته أن ذلك سيؤدي إلى تكاثر البعوض المتسبب بنقل الأمراض وتفشي كثير من الأوبئة.

وحمل السكان الانقلابيين الحوثيين مسؤولية ما يتعرضون له من معاناة وخسائر وأمراض متفشية، وناشدوا المنظمات الدولية المعنية بالضغط على الميليشيات، والتدخل لإيجاد حلول لتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي التي لا تزال راكدة في شوارعهم، وبالقرب من منازلهم.

ووسط تحذيرات خبراء أرصاد من استمرار المنخفض الجوي، وتدفق السيول خلال الأيام المقبلة، كانت محافظات يمنية عدة تحت سيطرة الجماعة قد شهدت أمطاراً غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية، تسبب بعضها بخسائر مادية وبشرية، وقطع للشوارع والطرقات.

وفي العاصمة صنعاء، أدت سيول الأمطار قبل أسبوع إلى خروج عدد من أقسام هيئة مستشفى الثورة العام (أكبر المشافي الحكومية في اليمن) عن الخدمة بشكل كلي.

ونتيجة تفشي الفساد، واستمرار التسيب والإهمال الحوثي المتعمد، قال عاملون في المستشفى بصنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن سيول الأمطار طمرت أقساماً طبية عدة، منها قسم عمليات النساء والولادة والعمليات الكبرى وقسم الطوارئ ومركزي العيون والقسطرة وغيرها.

وذكر العاملون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أن قيادة المستشفى المعينة من قبل الميليشيات لم تحرك منذ أسبوع أي ساكن حيال تلك الكارثة سوى الاكتفاء بمناشدة منظمتي الصحة العالمية واليونيسف تقديم الدعم المالي، بحجة المساهمة بترميم وصيانة المباني والأقسام التي طمرتها السيول.

وقبل أيام قليلة أيضاً، تسببت السيول في إنهاء حياة عائلة بمنطقة شهران بمحافظة عمران (شمال صنعاء) بعد تهدم منزل قديم كان مجاوراً لمنزلهم.

وذكرت مصادر محلية في عمران، لـ«الشرق الأوسط»، أن العائلة التي انهار عليها المنزل جراء الأمطار كانت مكونه من 10 أشخاص، بينهم 5 إناث، مشيرة إلى أنه لم يتبقَ من تلك العائلة سوى طفلين ومسنٍ.

وأشارت المصادر إلى عدم وجود أي تدخل من قبل أجهزة الميليشيات المعنية، سواء فيما يتعلق بانتشال الجثث من تحت الركام أو حتى إسعاف من هم أحياء للمراكز الصحية.

ويأتي ذلك في وقت غمرت فيه سيول الأمطار كثيراً من منازل المواطنين ومبانٍ حكومية بمناطق عدة بمحافظة إب، في حين تسببت أيضاً بهدم نحو 5 منازل بمديرية حفاش في المحويت، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

وذكر مصدر محلي في إب، لـ«الشرق الأوسط»، أن منازل وشوارع وأحياء عدة في مركز المحافظة ما تزال حتى اللحظة تحاصرها سيول الأمطار دون أي تحرك من قبل السلطات الحوثية.

وكانت مصادر محلية وأخرى طبية قد حذرت في وقت سابق، عبر «الشرق الأوسط»، من مخاطر غرق بعض الأحياء السكنية في العاصمة ومدن أخرى بمياه الأمطار وفيضانات الصرف الصحي، إذ يهدد ذلك ملايين السكان بموجات جديدة من الأمراض والأوبئة.