أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن ظهور متحور جديد لكوفيد يسمى "إي جي.5" (EG.5)، ويُطلق عليه تسمية غير رسمية هي "إيريس" (Eris)، وحثت الدول على مراقبة الإصابات بهذا المتحور الجديد الذي ينتشر بسرعة على مستوى العالم.
لكن المنظمة تقول إن المتحور الجديد لا يشكل خطورة كبيرة على الصحة العامة، مضيفة أنه لا يوجد دليل على أنه أكثر خطورة من المتحورات الأخرى المنتشرة في الوقت الحالي، في وقت قالت شركة "فايزر" إن لقاحها قادر عن تحييد المتحور الجديد.
ومنذ ظهور فيروس "كورونا" لأول مرة، وهو آخذ في التحور والتغيُّر، ويُطلَق على النُسخ الجينية الناشئة من جرّاء تلك التغيرات اسم متحورات.
ومنذ اكتشافه في ووهان جنوبي الصين، أواخر 2019، أصاب فيروس "كورونا" أكثر من 769 مليون شخص، وتسبب في وفاة من 6.9 ملايين في كل أنحاء العالم.
و"إي جي.5"، هو نسخة أخرى من متحور "أوميكرون"، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، وظهر لأول مرة في فبراير/شباط 2023، ومنذ ذلك الحين تتزايد حالات الإصابة به بشكل مطرد.
وأطلق على المتحور الجديد اسم "إيريس" على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو اسم إلهة في الأساطير اليونانية أيضا.
ووفقا لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة(UKHSA) ، فقد تم تصنيف "إي جي.5" على أنه متحور جديد في 31 يوليو/تموز 2023، بسبب الازدياد المستمر في عدد حالات الإصابة على المستوى الدولي وفي المملكة المتحدة، ما يسمح بمراقبته من خلال عمليات المراقبة الروتينية.
وتتزايد أيضا حالات الإصابة بالمتحور الجديد في الولايات المتحدة، حيث تجاوزت بفارق ضئيل المتحورات الفرعية الأخرى المنتشرة من متحور "أوميكرون"، وفقا للتقديرات التي نشرها المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويقول مسؤولو منظمة الصحة العالمية إنه استنادا إلى الأدلة المتاحة، لا يوجد ما يشير إلى أن المتحور الفرعي يسبب مرضا أكثر شدة من المتحورات الأخرى، كما أنه ليس أكثر خطورة منها.
وتشير بعض الاختبارات إلى أن "إي جي.5"، يمكنه أن يتجاوز جهاز المناعة لدينا بسهولة أكبر من بعض المتحورات الأخرى المنتشرة، لكن هذا لم يترجم بحال من الأحوال، إلى إصابة أكثر شدة وخطورة.
ويقول البروفيسور فرانسوا بالوكس مدير معهد لندن لدراسة الوراثة إن المتحور الجديد أكثر سلالات (كوفيد-19)، لفتًا للانتباه منذ انتشار متحور أوميكرون في العالم".
ويضيف أن "السيناريو الأكثر منطقية هو أن السلالة اكتسبت طفراتها خلال عدوى طويلة الأمد في شخص يعاني من نقص المناعة منذ أكثر من عام، ثم انتشرت في مجتمع يمتاز بمراقبة فيروسية ضعيفة، والآن تم تصديرها بشكل متكرر وموسع إلى أماكن مختلفة في العالم".
ويشير بالوكس إلى أن قياس فعالية المتغير الجديد مقارنة بالمتغيرات الأخرى سيصبح أكثر وضوحًا في الأسابيع المقبلة، متابعا: "لا شيء معروف في هذه المرحلة عن قابليته الذاتية للانتقال والتوسع".
يقول الخبراء إنه لا يوجد ما يشير إلى أن المتحور الجديد "إي جي.5" يسبب أية أعراض مختلفة عن تلك التي يسببها أي متحور آخر من متحورات كورونا.
وتتضمن أعراض الإصابة بفيروس "كورونا"، حمى وسعال مستمر وتغير في حاسة التذوق أو حاسة الشم وشعور بالتعب والإنهاك وسيلان الأنف والتهاب الحلق.
وكما هو الحال بالنسبة لمتحورات "كورونا" الأخرى، تظل احتمالات الإصابة بمرض شديد أعلى نسبة لدى كبار السن أو الذين يعانون من عوارض ومشاكل صحية كامنة.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، أُبلغ عن وجود إصابات في 51 دولة على الأقل، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة وكوريا واليابان وكندا وأستراليا وسنغافورة والمملكة المتحدة وفرنسا والبرتغال وإسبانيا.
ورفعت منظمة الصحة تصنيف "إي جي 5"، وخطوطه الفرعية من "متغير تحت المراقبة" إلى "متغير موضع اهتمام"، وهو التصنيف الذي يشترك فيه مع طفرة (BA.2.75)، التي لم تنتشر، ومع (XBB.1.5) أيضاً.
كما قدّرت المخاطر الصحية العامة الحالية من جميع هذه المتغيرات، بما في ذلك "آي جي.5"، بأنها "منخفضة".
وتعدّ مراقبة تطور الوباء أكثر تعقيدًا بسبب نقص البيانات منذ انخفاض عدد الاختبارات، ووقف إجراءات المتابعة.
ويرى مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جنيف أنطوان فلاهولت، أن "وضع الوباء ضبابي جدًا في كل أنحاء العالم". وأضاف "من الضروري أن تعيد السلطات الصحية نشر نظام صحي موثوق به لمراقبة كوفيد"، مطالبًا بإجراء تحاليل لمياه الصرف الصحي في أوروبا، على وجه الخصوص.
ومع مرور الوقت والموجات، تضاءل تأثير كوفيد، وكذلك عدد المحتاجين إلى علاج في المستشفى، وعدد الوفيات إلى حدّ كبير، وذلك بفضل مستوى عال من المناعة المكتسبة عن طريق التطعيم أو العدوى، لكنه لم يَختفِ.
وتساءل فلاهولت "ما إذا كان سيُطلب من الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة وكبار السن إجراء اختبارات في حال ظهور أعراض حتى لو كانت قليلة؛ حتى يستفيدوا من علاجات مبكّرة مضادة للفيروسات، وفعّالة للحدّ من مخاطر الأشكال الخطيرة".
وتم الإبلاغ عن 6 تسلسلات فقط من (BA.2.86) في 4 بلدان، لكن علماء بالأوبئة قلقون من أنه يمكن أن تمثل أكثر من ذلك بكثير لأن المراقبة العالمية للمتغيرات قد انخفضت.
والأحد، تم اكتشاف المتحور الجديد من قبل علماء في إسرائيل، ومنذ ذلك الحين، أبلغت الدنمارك عن 3 تسلسلات.
وتم الإبلاغ عن تسلسلين آخرين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على التوالي.
وأعلنت المنظمة زيادة انتشار "إي جي 5" عالميًا، من 7.6% من حالات (كوفيد-19) المسجّلة، إلى 17.4% منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي.
ويمكن أن يصبح "إي جي 5" قريبًا المتغيّر المهيمن في بعض الدول، أو حتى على مستوى العالم.
ونفت مصر والعراق ظهور المتحور الجديد في البلاد، قبل أن يعلن المغرب تفعيل تدابير اليقظة والمراقبة للتصدي لمتحور "آي جي.5"، وتدعو تونس كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة إلى التلقيح للوقاية من المتحور.
وأمام ذلك، أعلنت شركة "فايزر" أن لقاحها الذي قامت بتطويره وإدخال تعديلات عليه ضد "فيروس كورونا المستجد"، أظهر قدرته على تحييد المتحور الجديد من المرض.
وأكدت "فايزر" في بيان لها، الخميس، أنها قامت مع شريكتها الألمانية "بيونتيك"، إضافة إلى شركتي "موديرنا" و"نوفافاكس" اللتين تعملان أيضاً في صناعة لقاحات فيروس كورونا، بتطوير نسخ من لقاحاتهم تستهدف المتحور الجديد.
ومن المتوقع أن تُصدر شركات الأدوية جرعات مُعززة خلال الأسابيع المقبلة لتوفير حماية أفضل ضد السلالة الجديدة.
ولفتت مديرة المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ماندي كوهين، إلى أنه اللقاحات لا تزال فعالة في الوقت الحالي، ولا تزال الاختبارات قادرة على التقاط الفيروس "فجميع الأدوات تعمل مع تغير الفيروس".
ويقول مسؤولو وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، إن اللقاح لا يزال "أفضل وسيلة دفاعية ضد موجات (كوفيد) المستقبلية، لذلك لا يزال من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يتلقى الأشخاص جميع الجرعات المخولين بتلقيها في أقرب وقت ممكن".
وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تواصل تقييم تأثير المتحورات على أداء اللقاحات للمساعدة حين اتخاذ القرارات بشأن تحديثات تركيبة اللقاح.
وتشمل قائمة الأشخاص المؤهلين للحصول على لقاحات كوفيد هذا الشتاء، جميع الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر، والبالغين الذين يعيشون في دور الرعاية، وعددا من الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة.
وحثّتْ منظمة الصحة العالمية الأربعاء، على "تكثيف الجهود لزيادة التطعيم".
وفي حين تخسر اللقاحات المضادة لكوفيد من فعاليتها في مواجهة العدوى مع مرور الوقت؛ فإنها لا تزال تعدّ وقائية جدًا ضد الأشكال الخطيرة.