أطلال من غير عشاق

اختيار المحرر
قبل 4 سنوات I الأخبار I اختيار المحرر

لا أدري لماذا عندما أرى مثل هذه المنازل والبيوت الآيلة للسقوط، أصاب بالحزن والحسرة، منازل تناطح السحب، وتحاكي الزمن الغابر، وأطلال نمر عليها صباحا ومساء،  ولكنها لا تحرك فينا ساكنا.

فالقضية ليست جدران وأحجار، بل هي بقايا إنسان وبشر عاشوا بداخلها، فيها حياتهم وظروفهم، وفرحهم وحزنهم، وفيها أسرارهم وحديثهم، فيها طفولتهم وشبابهم وكهولتهم، كانت ديار تعج بالحركة والضحكات، والصخب والسعادة والآلام، حتى طواها الزمن في قالب النسيان، ونزل عليها الموت، فسكنت كل هذه الأصوات، لتبقي الحجارة والأماكن شاهدا عليهم، ورسوم معجونة بالفراغ والنهايات الطبيعية.   هل يدرك الإنسان اليافعي قيمة هذا التراث العظيم ؟، لماذا لا يتم المحافظة عليه،  وخاصة تلك الحصون والبيوت ذات البعد المكاني  والجمالي، والقدم الزماني؟. أسئلة تظل دون إجابة، وقيمة إنسانية لا قيمة لها عند الإنسان اليافعي المعاصر، الذي شغلته تشعبات السياسة، والبحث عن التجارة، والهجرة خارج الوطن وداخله، ليترك خلفه أطلال تبكي الزمن، وعاشق لم يقف يوما باكيا على هذه الشواهد. ___ محمد بن زايد الكلدي